على رغم العباءة التي تدنيها المرأة السعودية على نفسها، إلا أن اهتمامها بالأزياء والموضة لا تحده تلك المساحة السوداء، التي تحيط بها وتواكبها أينما اتجهت. يدل على ذلك محال الأزياء والجدال الدائر بين النساء أنفسهن حول بعض مظاهر الموضة. ف"الدمعة"و"الصقر"- من أنواع البراقع - تثيران من الاعتراض بحجة إبرازهما الفتنة، بقدر ما تثيران من الرضا والارتياح عند من يرتدينهما. وقد دخل الرجل هذا النقاش الساخن من بابه الواسع، فبعض الأزواج لا يجد حرجاً من مواكبة زوجته الموضة، ويعارضها البعض الآخر بحجة تعارضها مع عادات المجتمع وتقاليده. وحدها أم خالد عرفت كيف تجذب زوجها طوال الوقت وتدفعه إلى الانشغال بها حتى خارج المنزل، وذلك بدافع غيرته النابعة من ارتدائها البرقع وقلقه من العيون الزائغة! ويفرض بعض الرجال قوانين الأناقة الصارمة في المنزل أيضاً، إلى درجة أن هدى باتت تحسد صديقاتها على حريتهن في ارتداء الملابس المريحة داخل المنزل. فيما تعجز هي عن إيقاظ زوجها إن لم تكن بأبهى حلة. هذا الأمر دفع عدداً منهن إلى ارتداء ما يناسبهن خلال النهار، وتغيير ملابسهن قبيل وصول أزواجهن إلى المنزل لكي لا يثرن حفيظتهم. في الحفلات النسائية ينقلب الأمر. إذ تنعدم الرقابة، ويصبح بمقدورهن الركون إلى أذواقهن الخاصة. عندها تتحول الأناقة إلى وجهة نظر، وتطغى آخر صيحات الموضة النسائية. إن العزل بين الجنسين سهّل على الفتيات اختيار ما يعجبهن من الأزياء العالمية.