في ذهاب نهائي دوري ابطال العرب لكرة القدم، يحل فريق الاتحاد السعودي اليوم ضيفاً على نظيره الصفاقسي التونسي في مباراة ينتظرها عشاق اللعبة في الوطن العربي الكبير، لتحديد الفريق البطل في ثاني موسم لدوري أبطال العرب. وعلى رغم أن كل المؤشرات لم ترشح أي منهما من واقع السمعة الكبيرة التي يتمتع بها الفريقان ومن واقع ما يضمانه من لاعبين يعتبرون الأفضل، إلا أن المستوى المتذبذب الذي ظل يقدمه الفريقان في الدوري المحلي، أبرز أكثر من علامة استفهام، خصوصاً الاتحاد الذي ظل يقدم مستويات متباينة، سواء كان ذلك في كأس ولي العهد أو في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. يدخل الاتحاد المباراة وسط روح معنوية عالية بعد الفوز على النصر في أولى مباريات المربع الذهبي بستة أهداف، وعلى رغم من تعرض لاعبي الفريق الاتحادي للإرهاق من جراء ضغط المباريات الا أن الجهاز الفني بقيادة الروماني يوردانيسكو عمد إلى معالجة الأخطاء وتصحيحها، خصوصاً ما حدث أثناء مجريات مبارياتي النصر والشباب في ختام الدور التمهيدي من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ما أدخل القلق في نفوس جماهيره، خصوصاً بعد أن ظهر لاعبوه بمستوى غير مطمئن، على اعتبار أن هذا المستوى المتذبذب الذي ظهر به الفريق لا يليق أبداً بالمستوى الفني الرفيع الذي قدمه في البطولة العربية. ويدرك يوردانيسكو أن تحقيق نتيجة إيجابية تعني قطع نصف المشوار للمباراة النهائية، لذا سينهج أسلوباً متوازناً في ظل ظروف الإصابات التي يعاني منها الفريق معظم لاعبيه الذين غابوا في لقاء الشباب الأخير كالبرازيلي سيرجيو ومدافعه رضا تكر. وفي المقابل، كثف الجهاز الفني في الصفاقسي بقيادة الفرنسي ميشال دي كستال، تجهيزاته لمباراة اليوم التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع وبلغت ذروتها في الأسبوعين الأخيرين بإفصاح اللاعبين إلى حصتين تدريبيتين صباحية ومسائية، وشملتا مختلف الجوانب البدنية والفنية والتكتيكية إضافة إلى الجانب النفسي، واستغل الجهاز الفني فوز الفريق ببطولة الدوري التونسي لرفع المستوى الفني والبدني، ولم تكتف إدارة النادي بتجهيز الفريق لمباراة الذهاب فقط، بل وضعت برنامجاً لإعداده لمباراة الإياب في جدة، إذ تقرر أن يغادر الفريق بعد يومين من المباراة ويحل في ضيافة الأهلي الذي يربطه علاقات متميزة. وكان الصفاقسي نظم دورة ودية بمشاركة فرق محلية تونسية وتوج بطلاً لها، وكان المدرب السويسري ميشال دي كستال قلقاً على الفريق بعد الهزيمة من الملعب في هذه الدورة، ووجه تحذيراً شديد اللهجة للاعبين من مدربهم للعودة إلى مثل هذا المستوى الضعيف الذي قدموه أمام الملعب. ورفض المدرب نفسه عدم التفريط في لاعبه انيس بوجلبان. مؤكداً ضرورة وجود اللاعب في هاتين المباراتين في نهائي دوري أبطال العرب. كما أكدت إدارة النادي بقاء مهاجم الفريق السنغالي بابا ماليك في صفوف الفريق على رغم العرض الذي تلقاه اللاعب من ناد فرنسي، أما اللاعب طارق سالم الذي ابتعد عن تدريبات الفريق بسبب الاصابة فاستعاد عافيته وتماثل للشفاء، ولكن نسبة اشتراكه في لقاء اليوم ضئيلة. المنتشري: لن ترهبنا قوة التوانسة ذكر مدافع الاتحاد حمد المنتشري أنه وزملاءه جاهزون لمباراة اليوم أمام الصفاقسي التونسي، وأكد أنهم عاقدون العزم والإصرار على تقديم المستوى المعهود المقرون بالنتيجة الإيجابية وقطع نصف المشوار نحو اللقب العربي. وشدد على ضرورة عدم التهاون أمام الفريق التونسي الذي وصفه من أفضل الأندية العربية، وقال:"إنهم يدركون قوة الصفاقسي إلا أن الاتحاد ليس بأقل وزناً منه". وأشار اللاعب إلى أنهم على ثقة من تحقيق الفوز في لقاء اليوم، وأضاف:"لقد تناسينا ونفكر في لقاء اليوم فقط وهو الأهم". ووعد المنتشري جماهير الاتحاد بتقديم مستوى يرضي طموحاتهم وتطلعاتهم من أجل نيل اللقب العربي، مطالباً في الوقت نفسه جماهير ناديه بأن يواصلوا ثقتهم في فريقهم، وقال المنتشري:"إن ما حدث في بعض مباريات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ما هو إلى كبوة جواد وسرعان ما يعود الاتحاد إلى سابق مستواه ويحقق الإنجازات وإسعاد جماهيره، وكان آخرها مباراة النصر في أولى مباريات المربع الذهبي، وما زلنا ماضين نحو تحقيق الإنجازات ومواصلة الانتصارات". أبو شقير: نعدكم بإكمال الإنجازات أبدى لاعب الوسط الاتحادي مناف أبو شقير تفاؤله بالفوز في مباراة اليوم التي ستجمع فريقه بالصفاقسي، مؤكداً جاهزية لاعبي الاتحاد لخوض هذا النزال، ورفض مقولة"الأرض والجمهور"إذ قال:"تعودنا على مثل هذه المقابلات وهناك انجازات تحققت خارج ملاعب السعودية، فلدينا من الخبرة ما يؤهلنا إلى تقديم أفضل المستويات وتحقيق النتائج الإيجابية خارج أرضنا". ووصف المباراة بالصعبة، لا سيما أنها تجمع بين ناديين عملاقين معروفين على الصعيدين الآسيوي والافريقي، وأضاف:"ان الصفاقسي يملك نجوماً مميزين ويلعب بأسلوب الكرة الحديثة إلا اننا في الاتحاد لا نقل شأناً عنهم ونعد جماهيرنا كافة بأن نظهر بالمستوى الذي يعكس التطور الذي تشهده الكرة السعودية التي وصلت إلى العالمية في أربعة محافل". واستدرك بقوله:"لقد عاندتنا البطولات العربية كثيراً ولكننا عاقدون العزم وكلنا إصرار على مضاعفة الجهود من أجل نيل اللقب".