ينتظر أهالي الأحساء أن تكشف تحاليل الحمض النووي الذي تجريه الجهات الأمنية في محافظة الأحساء، هوية الجثة المتحللة التي عثر عليها متنزهون بين صخور جبل القارة مساء أول من أمس. وعثر على الجثة أربعة أشخاص من مدينة المبرز بين فجوات صخور جبل القارة المتراصة والضيقة على عمق ثمانية أمتار. وقال شهود عيان ل"الحياة":"إن أجزاءً عدة من أعضاء الجسد تحللت"، مرجحين وجودها منذ فترة. وأشاروا إلى تحولها إلى هيكل عظمي، مع وجود بقعة دم على صخرة قريبة منها، وهذا ما رجح سقوط صاحبها. وتنافى هذا الاحتمال مع وجودها على هيئة الشخص الجالس، كما أفاد أحد الشهود. وقال آخر:"إن الشخص الميت كان يرتدي قميصاً فانيلا وسروالاً". بيد أنه لم يتعرف إلى ألوانها، نظراً لصعوبة الرؤية داخل الصخور ليلاً، وصعوبة الوصول. وأشار شاهد آخر إلى وجود"قارورة"ماء إلى جانب الجثة. واستخرجت الجثة ملفوفة في قماش بطانية، وأدخلت مباشرة إلى سيارة الإسعاف. ولم يتم التعرف إلى صاحبها، نظراً إلى عدم وجود بطاقة هوية معه. وكان المتنزهون الأربعة في رحلة تسلق لصخور جبل القارة، والاستمتاع في الطقس الجميل، وهي عادة درج الشباب في هذه الأيام على ممارستها في الجبل، حتى أن بعضهم يصل إلى أماكن عميقة بين صخور الجبل. لكن رائحة نتنة لفتت أنظارهم، وعندما سلطوا الإضاءة على مصدرها وجدوا جثة هامدة، فاتصلوا بالجهات الأمنية. وباشر عدد كبير من رجال الأمن والمباحث الموقع في العاشرة والنصف من مساء أول من أمس، وطوقوا المكان وسط تجمهر كبير من الناس عند الجبل، ما أدى إلى إغلاق الطريق المؤدية لقرى"القارة"و"التهيمية"و"غمسي"ومدينة العمران. وتولت الدوريات الأمنية تفريق المتجمهرين عن الموقع. ومازالت التحقيقات متواصلة من قبل شرطة الأحساء، في انتظار تقرير الطب الشرعي، الذي يرجح أن يلجأ إلى تشريح الجثة، لمعرفة أسباب الوفاة وتحديد هوية الجثة.