فاجأ الطالب في الصف الثالث الثانوي عيسى حبيب، زملاءه ومدرسيه أمس فور انتهائه من اختبار الحديث والثقافة الإسلامية، بتوزيع الحلوى عليهم، مصحوبة بابتسامة. وانطلقت التساؤلات:"هل أخذ نتيجته ونجح؟ هل ضمن النجاح؟ هل تزوج؟". وبعد سؤاله عن سبب هذه السعادة أجاب:"اليوم آخر يوم. ربما لا أراكم مرة أخرى. أحببت الاحتفال بالنجاح باكراً". وعلى رغم أن المبرر لم يكن منطقياً عند الكثيرين، فإنهم سرعان ما تناسوا عيسى مستمتعين بالحلوى. يقول الأستاذ حمد الحمد:"من يلوم الطلاب في هذا اليوم؟ هم ينتظرون نتائج العام المفصلي في حياتهم، لا بد من ان يقدّر أي إنسان شعورهم". لم يكن اختبار الأمس إلا بمثابة تحصيل حاصل، وما هو إلا امتداد لمسلسل سهولة الاختبارات، خصوصاً في الأسبوع الثاني. وعلى رغم الفرح والسرور، فإن قافلة الهموم والوساوس تسير في عقل الطالب الخريج تحت رحمة أعداد القبول المفروضة من الجامعات والكليات. الحلوى لم تكن طريقة التعبير الوحيدة، بعض الطلاب في الأحساء قرر فور انتهاء اليوم الأخير تنظيم رحلة إلى أحد المزارع القريبة ليغسلوا بماء بركتها معاناة أسبوعين متواصلين. تشارك الجميع بدفع تكاليفها وتأمين مستلزمات"المندي". كان الحديث الطاغي في الرحلة نتائج الاختبارات وطرائف من واقع القاعات. كيف غش فلان؟ وكيف بكى آخر؟ حتى تشتت القلق وحل محله الاستقرار النفسي الذي سرعان ما عاد إلى دوامة التفكير المضني بعدما عاد الطلاب إلى منازلهم في انتظار ما ستؤول إليه النتيجة. اختبار الحديث وبعد انتهاء اختبار الحديث أمس، عبر أكثر من طالب عن تجربتهم معه. واتفق معظمهم على سهولة الأسئلة. يقول الطالب في القسم العلمي حسن المحيميد:"إن الصعوبة التي واجهتها تمثلت في الرغبة الشديدة التي تحثني على مغادرة القاعة بأسرع وقت ممكن، في الوقت الذي لا يسع أي طالب الخروج قبل مرور نصف الوقت". ولم تختلف الحال عند طلاب القسم الأدبي الذين تخوفوا كثيراً من المادة، لأن منهجهم يختلف كثيراً عن القسم العلمي. يقول الطالب علي المحسن إنه استعد لاختبار الحديث، وبذل مجهوداً كبيراً في المذاكرة. ويضيف:"لم أتوقع أن الأسئلة ستفاجئني بسهولتها على رغم التخوف منها، وبصراحة ندمت على المذاكرة"! ويستدرك:"اليوم، فرحتي فرحتان، فالأولى: الانتهاء من الضغط النفسي. والثانية: أنني عدت إلى بيتي وطمأنت أهلي عندما سألوني عن إجابتي في المادة". وعلى رغم أن الطلاب لم يتوقعوا سهولة اختبار الحديث، فإن معلم المادة نايف الفجري تفاجأ بسهولته أيضاً. يقول:"الأسئلة سهلة جداً، ولم ألحظ أي مشكلات في قاعة الاختبار. ورأيت الطلاب يخرجون وهم مستأنسون". بعد انتهاء الاختبارات، ينتظر الطلاب النتائج بفارغ الصبر. ويخشى بعضهم"انخفاض المعدل الذي تتوقف عليه حياتهم المستقبلة"! ف"من دون معدل، لن يجد الطالب مكاناً يتناسب وطموحه في الجامعات السعودية"، هكذا يردد معظم طلاب"التوجيهي".