خمسة ملايين طالب بجميع مناطق السعودية دخلوا أمس أول اختبارات الفصل الدراسي الثاني، ودخلت معهم أسرهم تلك الأجواء المحمومة التي صنعت من الاختبارات نمرا من ورق وشبحا من أشباح الأساطير؛ لأن الجميع يعيشون الضغط العصبي والنفسي، رغم أنهم يمكن أن يعبروا إلى شواطئ النجاح بسهولة ويُسر إذا تخففوا من ذلك الضغط وتعاملوا مع الاختبارات بما تستحقه كإحدى أدوات العبور الدراسي إلى مراحل تالية. ولا شك في أن الخوف والشد العصبي خلال فترة الاختبارات يُنتجان كثيرا من المفارقات المحزنة والطريفة، وترافقهما الكثير من الأحداث والقصص على الصعيد الشخصي للطلاب والطالبات أو في محيط المدارس والأسر؛ ولذلك تكون أحداث تلك الفترات العصيبة أكثر رسوخا في الذاكرة باعتبارها من تجارب الطلاب، بحلوها ومرها، وفي الغالب تتملكهم رغبة في تكرار الحديث عنها بمناسبة أو دون مناسبة. وبعض تلك الأحداث والتجارب يتضمن معاني التفاؤل أو التشاؤم ابتداء من خروج الطالب أو الطالبة من المنزل إلى أن يصل المدرسة وأثناء أداء الاختبار حتى موعد عودته إلى المنزل، طوال فترة الاختبارات.. “شمس” ترصد متغيرات وأحداث فترة الاختبارات وتجارب الطلاب معها بعدد من مناطق السعودية من خلال جملة وقائع حدثت لهم أو بقربهم؛ فكان لها صداها العميق في نفوسهم بوصفها من التجارب العميقة في ذاكرتهم، سواء كانوا أبطالها أو شهود عيان على مجريات الاختبارات، بعيدا عن نتائجها التي تُفرح بعضا منهم وتُغضب البعض الآخر. وكانت “شمس” متواجدة في أول يوم للاختبارات في (متوسطة عبدالرحمن الناصر) شرق الرياض، حيث كان الطلاب مشغولين بالمذاكرة قبل دخولهم الاختبار، ولوحظ على وجوه بعض الطلاب عدم أخذ قسط من الراحة والنوم قبل التوجه للاختبار؛ حيث حرص بعضهم على السهر للمذاكرة طيلة الليل إلى وقت قرب الاختبار كي لا يفقدوا بعض المعلومات؛ حيث يمكن أن يُستغل فيها أكبر قدر ممكن من الوقت إلى دخوله الاختبار. وقامت إدارة المدرسة بعزل من يشتكي من عارض صحي بعيدا عن الطلاب وسط إجراءات مراقبة من المشرفين؛ حيث كان عدد من عزلوا ثلاثة طلاب أحدهم يشتكي من كسر بالرجل والآخر من مرض (العنقز) والثالث من حمى. وقد كانت الأجواء بشكل عام هادئة ولم تسجل أية ملاحظات، كما لم يُسجل غياب في اليوم الأول، وتم الاختبار وفق ما خطط له من قبل إدارة المدرسة، وقد تناثرت الكتب بكل مكان خارج أسوار المدرسة بعد دخول القاعات؛ حيث يحرص الطلاب على المذاكرة قبيل دخول الاختبار؛ لأنها على حد قولهم تساعدهم في حفظ المعلومات التي تمت مذاكرتها سابقا. يقول الطالب محمد عبدالله: “الحمد لله ذاكرت جيدا طيلة الأسبوع الماضي، وأنا على يقين بأني ذاكرت جيدا استعدادا للاختبار، ولكن رهبة المكان تجعلني أشك في معلوماتي وأخاف ألا أجتاز هذا الاختبار، ولكن ثقتي بالله كبيرة”. ويقول المعلم محمد الزهراني: “استعددنا للاختبار جيدا، وهيأنا الأجواء المناسبة للطلاب حتى يؤدوا اختباراتهم بيسر وسهولة، ولدينا مشرفون تربويون يقومون بزيارة المدارس للتأكد من سير الاختبارات بالطريقة المناسبة؛ حيث تم تجهيز قاعات الاختبارات باكرا، كما أننا نحاول تذليل العقبات التي تواجه الطلاب”. وفي لافتة تنمّ عن حس تقدير واحترام للجهات الأمنية تقدّم الطلاب بالشكر للدوريات الأمنية لتواجدها عند مدارسهم للحفاظ على سياراتهم من السرقة، ومراقبة خروج الطلاب والحد من ظاهرة التفحيط المتواجدة خارج المدارس تزامنا مع انتهاء وقت الاختبار.