تضطر المعلمة ندى التي تسكن في جازان إلى الخروج من منزلها الرابعة قبل الفجر ولا تعود إليه إلا الخامسة مساء لتدريس طالبات في مناطق نائية تبعد من مكان إقامتها أكثر من 300 كيلو متر. وتقول:"لم أجد إلا التعاقد على بند محو الأمية لأني متخرجة في الكلية تخصص رياضيات منذ سنتين ولم أعين حتى الآن، على رغم أن المدارس النائية في منطقة جازان تحتاج إلى أن تكون المعلمة معينة، بينما الواقع أن غالبيتهن من معلمات"سد العجز". وتضيف أدفع 1300 ريال أجرة لصاحب السيارة شهرياً ولا يتبقى من راتبي سوى 1200 ريال أنفق أكثره على أعمال المدرسة. ندى تحلم باليوم الذي تعين فيه وأن يقدر المسؤولون تضحياتها وزميلاتها في قطع مسافات كبيرة يومياً، وتدريس أكثر من 24 حصة أسبوعياً مقابل مبلغ زهيد. أما سمية التي تدفعتها ظروفها العائلية إلى قطع 300 كيلو متر كل يوم للعمل معلمة لسد العجز في المناطق الجبلية النائية لأن والدها متوفى، فتشير إلى المشكلات الكثيرة التي تواجهها أثناء قطع تلك المسافات"نضطر إلى إغماض أعيننا في مراحل كثيرة من الطريق نتيجة المخاطر التي تحدق بنا أثناء عبور الأودية السحيقة والجبال الوعرة". وتتساءل نادية التي تعمل في مدرسة نائية عن سبب عدم تعيينها مع زميلاتها في تلك المدرسة على رغم وجود معلمة واحدة معينة أما البقية بمن فيهن مديرة المدرسة فهن معلمات لسد العجز. وتؤكد سلطانة مديرة مدرسة في القطاع الجبلي تعاطفها مع هؤلاء المعلمات"مع بُعدهن الشديد وظروفهن الصعبة إلا أنهن أكثر المعلمات حرصاً على الحضور باكراً"، مشيرة إلى أنهن يقمن بأعمال فوق طاقتهن المادية، ولكن حبهن للعمل ورغبتهن في تقديم الجديد يدفعانهن إلى العمل في مناطق نائية.