لا يكاد موقع مداهمات أمنية أو حادث مروري أو حدث معين يخلو من تجمهر العشرات من الفضوليين من دون أي سبب، سوى معرفة ما يدور خلف الكواليس، ما يتسبب بإعاقة الجهة التي تقوم على مباشرة الحدث والتعامل معه. يقول أحمد حكمي:"إن الفطرة التي خلق عليها الإنسان تجعله يريد معرفة كل ما يدور حوله حتى وان كانت ستتسبب له بنوع من الأذى، مع إدراكنا أن هذا الأمر قد يتسبب أيضا بعرقلة من يقومون بعملهم أثناء الحدث". ولا ينسى الحكمي ما حدث معه ذات مرة:"كان رجال الأمن يحاصرون مكاناً، وكنت من بين من تجمعوا للمشاهدة، فألقي القبض علي للاشتباه بي، وكان سبب ذلك أن احد المطلوبين للشرطة دخل بين الحشود المتجمعة واختفى، وكان ذلك مساء ما جعل رجال الشرطة يسحبونني وآخرين معي للتحقيق، وبعدما تأكدوا من أنني لست المطلوب أطلقوا سراحي". بينما يؤكد عبدالرحمن الحربي أنه من النوع الذي يركن سيارته إذا شاهد أي تجمعٍ"يدفعني الفضول لمعرفة السبب الذي جعل الناس متجمعين في هذا الموقع". ويضيف الحربي أنه في أحد المواقف نال سيلاً من اللكمات من مجموعة من الشبان الذين لا يعرفهم أثناء مشاجرة، مشيراً إلى أنه يحاول في كثير من الأحيان تقديم المساعدة أثناء وجوده في هذه المواقع لمن يحتاج إذا استدعى الأمر، حتى وان أوقعته تلك"الفزعة"في مشكلات كثيرة. من جهته، يوضح قائد فرق المداهمات الأمنية المشتركة في الرياض المقدم سعد الرشود ل"الحياة"أن عمليات التطفل التي تحصل من البعض في الكثير من المواقع التي تتطلب الحذر، تتسبب بعدم انجاز المهام على أكمل وجه، ناهيك عن تعرض الفضوليين الذين يريدون معرفة ما يجري في مواقع الأحداث للخطر. ويضيف الرشود أن الكثير من المطلوبين أو المشبوهين يحاولون الهرب دائماً باتجاه المتجمهرين حتى لا يتم القبض عليهم، ما يتسبب في عرقلة عمل رجال الأمن. ويشدد على ضرورة إفساح المجال لرجال الأمن أو الإسعاف أو أي جهة تعمل في مجالها، لتقديم عملها.