"لكل إنسان نصيب من اسمه"، مقولة يبحث على إثرها الآباء والأمهات عن أحلى الأسماء، وأغربها، ما يدفعهم إلى اللجوء للأصدقاء، وكُتب معاني الأسماء، ومواقع اللإنترنت. إيمان ربيع لم تواجه أي مشكلة مع اسم طفلها الأول محمود،"إذ يفضل الآباء أن يحمل ولدهم الأول اسم جدّه، وهذا ما حصل مع ابني البكر محمود، بقرار من والده، الذي علل: خير الأسماء ما حُمد وعُبد". هي تعلم أن هدفه الرئيس"أن يكون اسم ابنه الأول على اسم والده"، ولكنها قبلت تعليله ذاك، كي تختار بنفسها اسم الطفل الثاني. تجربتها الثانية مع اختيار الاسم، كانت الأصعب، فمولودها الثاني، طفلة، إذ تقول:"عادة لا تكون هناك أي مشكلة في حال كان المولود ذكراً، ليس لأن خير الأسماء ما حُمد وعُبد، مثل محمد وعبدالله وعبدالرحمن... بل لأن هناك أسماء أنبياء ورسل كثيرة، يمكن الاختيار منها". وتضيف:"أردت أن أجمع بين الغرابة، وجمال المعنى في اسمها، فطرقت كل أبواب الصديقات، وكُتب الأسماء، كي أجد ضالتي، لتكون ميار الذي يعني وجه القمر من نصيبها". وإذا كانت إيمان لم تواجه أية معارضة من زوجها، أو عائلتها، على الاسم الذي اختارته، فإن نفين بشير لم تصمد كثيراً في إصرارها على تسمية ابنتها يافا إحدى المدن الفلسطينية، أمام معارضة عائلتها وصديقاتها. تقول بشير:"على رغم أن أمهات كثيرات في عائلتنا، اخترن بيسان مدينة فلسطينية أخرى اسماً لمولوداتهن فإن موجة الاعتراض الكبيرة، كانت السد الذي حال دون الفتاة واسم المدينة العريقة يافا". موجة الاعتراض هذه"تسببت في تأخير تسجيلها في شهادة الميلاد أياماً عدة، إلى أن كان رنيم الذي يعني تسبيح الملائكة، هو اسمها". رنيم ويافا وبيسان وميار وسواها، أسماء جديدة غزت منطقة الحجاز أخيراً، ومناطق أخرى في السعودية أيضاً، على رغم أن تلك المنطقة تحديداً، اشتهرت بأسماء تختلف تماما عن بقية مناطق المملكة، خصوصاً في مكةالمكرمة. فمن أشهر أسماء الرجال، إضافة إلى الأسماء المحمدية محمد، أحمد، أمين...: فؤاد، سراج، هلال، بكري وسواها. أما النساء، فكان لأسماء أمهات المؤمنين حضور بارز، مثل خديجة وعائشة وماريا، إضافة إلى اسم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فاطمة، وكذلك اسم مريم أم المسيح عليهما السلام. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد، إلى تغيير بعض هذه الأسماء، فهم ينادون من تسمى فاطمة ب"فتو"، ومحمد ب"حمتو"، كما أن"حنو"تصغير لحنان! كما يعد"دنو"من الأسماء المشهورة أيضا. جميلة، علية، فوزية، حمدية، أسماء أخرى دارجة في المنطقة، ربما"انتقلت من البلاد العربية المجاورة، بسبب التجارة والاختلاط في موسم الحج والعمرة". أما بالنسبة إلى سكان القرى في الحجاز، ف"لجأ معظم النساء في تسمية أبنائهن وبناتهن إلى الفطرة وخبرة السيدات الكبيرات". إضافة إلى أن أسماء الحيوانات الكاسرة والقوية استهوت بعضهم، خصوصاً"أولئك الذين فقدواً أطفالاً بعد الولادة، إذ يطلقون على الطفل اسم حيوان كاسر، كي يعيش"، بحسب ما تقول أم ذيب التي مرت بتجربة مماثلة، ربما يعتبرها البعض اليوم خرافة. أم ذيب فقدت ثلاثة أطفال بعد شهر من ولادتهم، ما دعاها إلى تسمية الولد الرابع ذيب،"الذي ظل حياً، بل وأنجبتُ بعده أربعة صبيان، وثلاث بنات". وواجهت صالحة في العائلة هجوماً كبيراً حين قررت تسمية ابنتها ب"جنى"، خصوصاً من والد زوجها الذي اعتبر الاسم غريباً، لكنها سعدت عندما وافق عمها على اسم"نوف"الذي اختاره لها شقيقها، خوفاً من أن يكون اسم ابنتها قديماً مثل اسمها"صالحة"، فهي تقول:"لا أريد لبناتي أن يعانين المعاناة ذاتها التي أشعر بها كلما ناداني أحد، خصوصاً زميلاتي وصديقاتي". أسماء حديثة * أزاد : من أصل فارسي، يعني الحر أو الأصيل. * ألين : من أصل تركي، يعني الناصية أو الجبين. * أياز : من أصل فارسي، يعني نسيم الصباح. * أرام : ابن الغزال. * أنار : من أصل فارسي، يعني الرمان. * ميار : وجه القمر. * إنجي : من أصل تركي، يعني الدرة. * برلنت : أغلى أنواع الماس. أسماء قديمة * أسيد : يدلل إلى القوة والشجاعة. * هاجد : من الهدوء والسكينة. * ناهرة : من النهر أي الخصام والشدة في القول. * مسمار : من الأسماء البدوية المعروفة. * جحيش : صغير الحمار وكان يسمى خشيةً من الحسد. * جربوع : من القوارض، يشبه في شكله الفأر. * محماس : الأداة التي يحمص فيها البن. * درباسي : العشب المفتول.