اتفق وليد القحطاني الطالب في جامعة الملك سعود، مع مجموعة من زملائه قبل دخولهم قاعة الامتحان، على أن الذي ينتهي من أدائه باكراً، يتجه إلى القاعة المقابلة، بعد أن وضعوا سلفاً"ملخصاً"للمادة. وتكون مهمة زميلهم فتح"البلوتوث"، وطلب"بحث"ليجد أجهزتهم مستعدة لاستقبال مساعدته، فيبث إليهم إجابات الأسئلة بالنص كما وردت في المذكرة. الطالب سلطان الرحيلي، تولى المهمة في امتحان الأسبوع الماضي، بعد أن سلم ورقة الإجابة إلى أستاذ المادة، إذ أسرع إلى"الملخص"في القاعة المجاورة، فأخذ يزود زملاءه بالإجابات بواسطة تقنية"البلوتوث"، وواجهته مشكلة أن إجابات الأسئلة جميعها مقالية طويلة، فاستغرقت منه وقتاً طويلاً لكتابتها، ما جعل الرحيلي يتخذ قراراً بانتقاء بعض الأجوبة، انتقل بعدها للوقوف أمام زجاج باب قاعة الامتحان، ليتأكد من وصول الإجابات إلى زملائه، لكن إشارات الممتحنين"الغاضبة"زادت من تشتت زميلهم. جاء"الفرج"من طالب خرج من قاعة الامتحان قبل انتهاء الوقت بدقائق، إذ صرخ في وجه زملائه الذين خرجوا من قاعة الامتحان أولاً:"اقسم بالله ما أنتم برجاجيل، زملاؤكم في القاعة ينتظرون فزعتكم وأنتم تسولفون"، الجملة كانت كافية لتحريك ثلاثة منهم لمساعدة زميلهم سلطان في بث الاجابات إلى"الممتحنين". وطوع طلاب في جامعة الملك سعود تقنية"البلوتوث"في أجهزتهم الخلوية للغش في الامتحانات، معلنين بذلك نهاية الأسلوب التقليدي، خصوصاً"البراشيم". وقال طالب فضل عدم ذكر اسمه، ان المهمة سهلة، فعند وصول الاجابة إلى هاتفي الخلوي، أخرجه من جيبي وألتقطها على مرأى من الأستاذ، الذي يعتقد"أنني أنظر إلى الساعة في الهاتف". وعلل طالب آخر لجوءه للغش إلى الأستاذ"المعقد"في تصحيح الاجابات، قائلاً:"انه الأستاذ يريد الإجابة حرفياً من الكتاب، وهي تكون غالباً طويلة، حتى الزيادة فيها تعني خصماً من الدرجات"بحسب قوله. من جهته، أكد وكيل كلية الآداب للشؤون الادارية رئيس لجنة الامتحانات في الكلية الدكتور محمد الأحمد، أن لجنته اتخذت كل التدابير، لمنع حدوث حالات غش في الامتحانات النهائية التي ستنطلق في 28 من الشهر الجاري،"أكدنا على المراقبين في الامتحانات الطلب من الطلاب اغلاق هواتفهم الخلوية داخل القاعة". وشدد رئيس لجنة الامتحانات في كلية الآداب، على أنه يحق للمراقب سحب هاتف الطالب الذي لا يتقيد بالتعليمات، وإرجاعه إليه بعد نهاية الامتحان، مؤكداً في الوقت ذاته أنه في حال ضبط المراقب للطالب وهو يغش، يسجل محضر بالواقعة، ويرفع إلى لجنة التأديب في الكلية التي بدورها تستدعي الطالب وتأخذ رأيه في المحضر، ويطلب منه التوقيع عليه في حال اقراره بما فيه". وأشار الدكتور الأحمد إلى أنه إذا تأكد غش الطالب"مئة في المئة"، تتخذ ضده الإجراءات النظامية التي تتوافق مع حاله، والتي قد يكون من بينها حرمانه من درجة الاختبار"، موكداً أنه لم تضبط أي حالة غش عن طريق"البلوتوث"في الاختبارات الفصلية الفائتة، لافتاً إلى أن اجهزة الهواتف الخلوية التي توفر هذه التقنية ش ائعة بين الطلاب في الوقت الحالي.