تجمع أمس نحو 400 شخص من أبناء أربع قبائل جنوبية في إحدى الاستراحات القريبة من الفحص الدوري في الرياض، لإنهاء خلاف نشب بين قبيلتي عسير وقحطان، اثر مشاجرة بين شبان من القبيلتين. ونجح الوسطاء من أهل الخير في احتواء الخلاف بين القبيلتين، بعد قبول القبيلة المتضررة الصلح، ما دفع الوسطاء لتقديم هديا إلى أسرة القويفل الذي ينتمي لها الشاب المصاب، تجاوزت 300 ألف ريال سعودي، شملت هدايا عينية. ووقع الخلاف قبل ستة أشهر بين ولد الشيخ عبدالله صالح الثبيت، وأحد أبناء أسرة القويفل من قبيلة قحطان، بعد اشتباك الشابين مع بعضهما البعض عند خروجهما من المدرسة، واتساع دائرة العراك لتشمل عدداً كبيراً من أفراد الأسرتين، ودخول عدد منهم إلى المستشفى، اثر إصابات خطيرة لحقت بهم نتيجة"المضاربة". وقال عبدالله الثبيت ل"الحياة"أمس، إن ما يحز في نفوس أبناء القبيلتين أن يتطور الخلاف بين الشبان إلى هذا الحد، مؤكداً أن هناك روابط أسرية قوية بين القبيلتين، إلى جانب أنهما متجاورتان. وعد هذه الحادثة سحابة صيف خلقت فتوراً في العلاقة بين القبيلتين،على رغم ما يشهد به التاريخ من عراقة الروابط وقوة التلاحم. وأكد أن هذا التوتر في العلاقة أثار استياء عدد من شيوخ القبائل ،الذين بادروا بدرس سبب الخلاف، للخروج بحلول ترضي الأسرتين وبالتالي القبيلتين، بعد هذا الجو الذي وصفوه ب"غير المقبول في عادات القبائل السعودية". وأوضح أن الفريق المتقاعد محمد بن عامر سعى بالخير مع عدد من شيوخ وأعيان القبائل وهم: سعيد بن عبدالله بن فلوة، وسعيد بن عبدالله الشهراني، ومحمد بن تركي بن هشبل، ومشبب بن دبيس القحطاني، وعلي بن عبدالله بن عسوج، وعائض بن محيا، وأبو مشعان السهلي، إلى التنسيق مع الطرفين، وتحديد موعد للبت في سبب النزاع وإنهائه. واجتمع الطرفان في وجود شيوخ وأعيان القبيلتين صباح أمس، في إحدى الاستراحات القريبة من الفحص الدوري في الرياض، في حضور بعض أفراد القبائل من عسير وبللحمر"الأصلع"، وشهران، وقحطان. وشكر الثبيت جميع من سعوا إلى إنهاء الخلاف، وقال:"ليس غريباً على قبائلنا السعي في الخير، وكلنا أسرة واحدة، نؤازر بعضنا بعضاً في السراء والضراء". وأنهى الثبيت حديثه ل"الحياة"بتوصيته جميع أبناء القبائل وعلى رأسهم أبناؤه، بالتريث في لحظات الغضب والتوترات البسيطة، منعاً لتوسعة رقعة الخلاف بين الأسر والقبائل.