أنت تولد في بيت صغير، مقارنة ببيتهم. هم يولدون مجازاً في دار الحضانة، على الأقل يقال لهم انهم ولدوا هنا. يُسمون في دار الحضانة. ربما تكون لهم أسماء حقيقية وربما لا. على أي حال، لن يلقبوا بلقب والدهم، ولن يكون لهم نسب. المفتي العام اقترح أن تكون أسماؤهم وكناهم على أسماء الأنبياء والرسل والصحابة والتابعين. خلقوا في ظروف معينة، بعضهم يتجاوزها، وآخرون يتوقفون عند مرحلة معينة. ربما تكون المشكلة في الأسماء أو سواها... ليس هناك أب أو أم يلومونهم، أو يخفقون في تربيتهم. لا يطلبون مالاً من والديهم، ولا يعتبون في حال رَفَضَا طلباتهم، هم أصلاً لا يعرفونهما. يطالبون بأن يسكن كل ثلاثة مع بعض، بدلاً من عشرة في غرفة."يجب أن تكون واقعياً في طلباتك، الموازنة أقل من المتطلبات"، هذه جملة تتردد في عقل الواعي منهم. بعضهم يدرك أنه"لقيط"أو"ابن خطيئة"، وكثيرون منهم يتضايقون من تلك الكلمات. هم يفضلون كلمة"أيتام"على غيرها. هم فعلاً أيتام، حتى لو كان والداهما لا يزالان على قيد الحياة. تجلس مع مجموعة منهم. تدرك أنهم مثلنا، بشر من دم ولحم. لا يختلفون عنا في شيء، بل على العكس. عقل وفم وأنف وعينان، وأناقة، ولباقة... هكذا كان الخمسة الذين جلسنا معهم. تعايشوا مع وضع لم يختاروه. يدركون مشكلتهم أكثر منا. يعلمون أن لا أحد يستطيع الشعور بهم، لأن"اللي رجله في الموية، مو زي اللي رجله في النار". ربما يتضايقون، حين يحاول أحد العطف عليهم. نحن في حاجة إلى من يعطف علينا، لا هم. إذ يخوننا عقلنا، معظم الأحيان، في تقدير معاناتهم ومشكلاتهم. حتى الأطباء النفسيون والأخصائيون لا يعرفون كيف يتعاملون معهم. أليس هؤلاء الأطباء منّا؟ فحتى خبرتهم في مجال علم النفس، لا تساعدهم في التفريق بين النظرية وتطبيقها، ولا في تناسي الفرق. الفرق الذي صنعناه، بيننا وبينهم. هم - الأيتام- يعرفون أن لا فرق. لكننا لا نعرف. مشكلاتهم بسيطة من وجهة نظرهم، معقدة من وجهة نظرنا. ربما نحن لا نفقه كيف نتعامل معهم. لكن، هم يعرفون كيف يتعاملون معنا. ويعرفون كيف يتكلمون عن مشكلاتهم. "الحياة"تحتفظ بأسماء الأيتام الذين تكلموا عن مشكلاتهم وحياتهم، ليس خوفاً من إحراجهم، بل خوفاً من إحراجنا أمامهم. الدولة قدمت تسهيلات عدة... والسلبيات تبقى شخصية . اخصائي يضرب لقيطاً فيُفصل... واللقيط بات في المستشفى أشهراً الخطأ يقابل بعقاب. لكن، كيف يتعامل أخصائيون مشرفون على أيتام مع مثل هذه المواقف، هل يقابل الخطأ بعقاب معقول؟ أم أن العقاب يصل إلى أقصى حدود اللا إنسانية؟ يقول أحد الأيتام الذي خرج من دار الرعاية الاجتماعية، إلى المجتمع الخارجي:"يجب تدريب هؤلاء المشرفين والأخصائيين الذين يتعاملون مع الطلاب على مدار الساعة. فهم القدوة ونأخذ عنهم سلوكياتنا وكيفية تعاملنا مع الآخر. يحتاجون إلى دورات مكثفة بعد تخرجهم. هم لم يتعاملوا مع ذوي ظروف خاصة من قبل، بل ربما لم يتعلموا ذلك نظرياً، لأن ما درسوه مجرد نظريات عامة". ربما يشير المتحدث إلى أن المشرفين أو حتى الأخصائيين النفسيين لم يتعمقوا في تخصص محدد للتعامل مع ذوي الظروف الخاصة، تحديداً هؤلاء الأيتام الذين تختلف حالاتهم بعضهم عن بعض. ذاكرة المتحدثين مليئة بالمواقف،"يقشعر لها بدني حين أذكرها، إذ تعرض فيها بعض الإخوان إلى ضرب مبرح. أنا لا أعمم، لكن هناك بعض المشرفين الذين يتجاوزون الحدود في مسألة العقاب. منهم من نال جزاءه بالفصل أو بالإنذار. ومنهم من لا يزال على رأس العمل، خصوصاً في مرحلة دار التربية التي تكثر فيها هذه المواقف يومياً". ضُرب أحد الأيتام ضرباً"سال بسببه الدم من فتحات جسمه كافة". بقي على إثر ذلك أشهراً عدة في المستشفى. فُصل المشرف"لكن حق اليتيم لا يزال معلقاً، فلم يحاكم الجاني ولم يعوض اليتيم. اسمه موجود لديّ. لن أذكره سوى في حال فتح تحقيق في هذه القضية". المشرف مصدق "من النادر أن تمر إساءة لفظية من المشرف أو الأخصائي، تمس الوضع الذي نعيشه. وحتى لو حصل فالشكوى إلى الإدارة ليست مسموعة دائماً. المعلم أو المشرف مصدق أكثر منا. سماع الشكوى وارد، لكن هناك اعتبارات أخرى تجعل مصيرها إلى الريح، خصوصاً قبل مرحلة دار التربية التي يصبح الصوت فيها أكثر وصولاً إلى الإدارة". لا تتشابه الأصابع. هناك عدد من المراقبين يعاملون الأيتام أو الطلاب كأبنائهم أو إخوانهم،"نشتاق إلى هؤلاء وننتظر عودتهم في اليوم التالي، لنقفز إليهم ونعانقهم. بعض المربيات أيضاً كن كالأمهات، يحضرن الملابس والهدايا من جيوبهن الخاصة". هذه المشكلات تقع على عاتق الوزارة وزارة الشؤون الاجتماعية، إذ لم تعط المشرفين اهتماماً يستحقه مربو أجيال ذوي ظروف خاصة، رواتب هؤلاء المشرفين زهيدة لأنهم عينوا على حساب شركة التشغيل والصيانة،"هذه الأجور تجبرهم على البحث عن فرص عمل أفضل. ينتقلون إليها بعدما تتكون لنا معهم علاقات جيدة. بعدما يبدأون فهم التعامل معنا، وتكوين خبرة جيدة في المجال. مثل هؤلاء المشرفين يكتشفون مشكلات نتعرض لها. مثلاً توجد لدى البعض مشكلة السرقة، ما إن يكتشفها المشرف ويبدأ في علاجها حتى نفاجأ بحصوله على وظيفة جديدة، ويعود اليتيم إلى الصفر مع المشكلة ومع مشرف جديد ما يعقدها ويبطئ من معالجتها. هذا فيه إهدار لعواطفنا وإهدار لخبراتهم". تلك مشكلة تتكرر وتتجدد، إضافة إلى تحميل"المشرف أعباء كبيرة، تسبب له ضغوطاً نفسية تنعكس على تعامله معنا سلباً، في الوقت الذي سيعالجنا نفسياً". دار الأحداث في سياق المشكلات، أخطاء كثيرة ترتكب في الدور، يكون علاجها لا أساس له في التعامل التربوي الصحيح،"يحال الطلاب إلى دار الملاحظة الاجتماعية دار الأحداث وهذه مشكلة في حد ذاتها. بدل أن تعالج المشكلة تزداد تعقيداً. يضاف إليها مشكلات سلوكية جديدة تكتسب من الأحداث الجانحين، أومن تعامل المشرفين الذين يعاملونهم معاملة المجرمين". يتساءل المتحدثون:"لماذا لا يوجد لهم علاج سلوكي في العيادات المختصة أو يعين أخصائيون نفسيون في دار الأيتام نفسها، للمعالجة السلوكية؟ وفي حال فشل العلاج، يحال اليتيم إلى دار الرعاية بمبدأ: آخر الطب الكي". "مجموعة من الشباب أحيلوا إلى دار الملاحظة أخيراً، بسبب عدم الدراسة"، يقول يتيم معاصر للتجربة. ويضيف:"هم الآن في الدار. سؤالي إلى كل المسؤولين هل هذا علاج صحيح أم أنه كي تعسفي؟ أم طريقة للتملص من مسؤولية هؤلاء الشباب؟ ثم إنهم يعاملون في"الأحداث"في شكل لا إنساني. يوقظون من النوم وتوضع الأصفاد الكلبشات في أيديهم وأرجلهم ويساقون إلى الدورية في هذا الشكل". أنشطة مملة تتكرر التركيز في دار الرعاية الاجتماعية ينصب على المجال الرياضي، على حساب مجالات عدة مثل الثقافية والمهنية والتقنية. النشاط الرياضي يقضي على آمال محبي الثقافة أو أي مجال آخر."توجد مكتبة شبه مهملة، فالزملاء غير مقبلين على القراءة، لأنهم لم يعوّدوا أو يتربوا على ذلك. هناك مشكلة في تنظيم النشاط. نقسم إلى أربع أسر. كل أسرة لها اسم وتمارس النشاط الموجود في جدولها رياضياً كان أم ثقافياً. الأسر الأخرى تزاول أنشطة أخرى. المشكلة أن هذه الأنشطة هي التي نزاولها في المخيمات الصيفية. هذا شيء ممل. أن تعرف الجدول الذي ستسير عليه. أن تزاول النشاط نفسه الذي زاولته الأسبوع الماضي وفي المخيم الصيفي. هو نشاط إجباري". أنشطة عدة غير مفعلة حالياً، مثل المسرح، والنشاط الفني الملغى لاعتبارات دينية. والمسرح تحديداً لا يدعم ولا يهتم به أحد من المشرفين، وبالتالي لا تتوافر مبالغ مالية معقولة لإنتاج المسرحيات التي تحتاج إلى ديكور وإضاءة ومخرجين ونصوص مسرحية. إضافة إلى عدم توافر القنوات الفضائية، سوى القناتين الأولى والثانية السعوديتين والثالثة الرياضية أخيراً، التي يشاهدها الشباب الأيتام باستمرار، على رغم أن بعض الجامعات السعودية توفر الفضائيات المنتقاة في سكن الطلاب. اللافت أن"شعورنا بقضايا المجتمع ضئيل، ونلقي اللوم على وسائل الإعلام، ومشرفين يربوننا. لانزال في حاجة إلى غرس حب الوطن. لا نقصد أن يعلم في المدارس، بل أن نعيشه كما نتلقاه". احتياجات بسيطة مطالب الأيتام تلخصت في أمور لا تكلف أحداً شيئاً، وتعني لهم الكثير، بحسب ما يقولون:"إضافة ال التعريف إلى أسمائنا. عدم فصل المراحل سوى في وقت النوم. التنقلات من مدينة إلى أخرى تسبب ألماً وغربة أكثر. نرجو أن توقف هذه التنقلات سوى لمن يرغب فيها، لأن كلاً منا يبني علاقاته منذ صغره في مدينة، وفجأة ينقل إلى مدينة أخرى. وذلك يضطره إلى البحث عن علاقات وقرناء جدد، وهو أمر صعب بالنسبة إلى غير ذوي الظروف الخاصة". ويتمنون أيضاً:"توفير الاستقرار الوظيفي للمشرفين، كي يتمكنوا من العطاء وفهمنا. وتأهيل مختصين في وضعنا، ليتعاملوا معنا في شكل أفضل. والنظر في أسلوب معالجة سلوك الإخوة المخالفين قبل ترحيلهم إلى دار الرعاية الاجتماعية الأحداث. الاهتمام بالأنشطة الأخرى وصرف موزانات لها لا نطالب إلا بمبالغ واقعية". عالمهم ... هل يختلف عن عالمنا ؟ "دار الحضانة"، الخطوة الأولى في دخول الشخص الى هذا العالم. لا يعرف كيف جاء الى دار الحضانة، ربما بواسطة والدين لا يستطيعان تربيته والصرف عليه. أو التقط من أمام باب مسجد..."ذوو الظروف الخاصة"، الاسم الأنسب لتعدد ظروف دخولهم. الشخص لا يعرف حكايته، حتى لو كبر."لا يقرأ ملفه. لا يحرص على أن يعرف. هو يتيم، انتهى الاشكال". أطفال بنات وأولاد من سن الرضاعة إلى السادسة، في دار الحضانة. يقسم الأطفال إلى مجموعات، كل مجموعة تشرف عليها مشرفة -"أبلة". هذه المجموعة بالنسبة إليهم، أسرة متكاملة. الأطفال لا يرون الرجال كثيراً. لعلهم يرونهم في بعض الأحيان، كي لا تكون صدمة في المستقبل. الرجل يكون سائقاً مثلاً. ألعاب، وحديقة، ولعب بين الأطفال وال"أبلات"، في دار الحضانة. هذه أسرتهم. لا يشعرون بالملل. يسمعون"ماما"و"بابا"، لكن لا يعيرونها اهتماماً، بل لا يفهمونها. يعرفون الحياة كما عاشوها، ولا يعرفون غيرها. فهموا أن الحياة هكذا، من دون عم وعمة، وأب وأم، وجد وجدة، وخال وخالة..."أبلة"وإخوان وأخوات كثر، والعم السائق. لا يتوقعون غير هذه الحياة. هذا مفهومها. انتهى. بعد ست سنوات أو أقل، يخرجون إلى دار التربية الاجتماعية. هناك دار للبنين، وأخرى للبنات. يلتحقون بالمدارس الابتدائية الحكومية. في معظم الأوقات، لا يشعرون بفرق بينهم وبين الطلاب الذين يدرسون هناك. يعتقدون أن حالهم مثلهم. أبلة وإخوان وأخوات في البيت. لا يهتمون كثيراً بذهابهم إلى المدرسة ب"أوتوبيس"، حتى وإن رأوا غيرهم يجيء بسيارة خاصة. يشعرون بالفرق حين ينتقلون إلى المرحلة المتوسطة. لا يهتمون أيضاً، إذا سمعوا كلمة بابا أو ماما، في المدرسة. ربما لأنهم يظنون أن كل شيء متشابه،"حياة زملائنا، تشبه حياتنا طبعاً". عقول الأطفال لا تستوعب إلا ما يصب فيها. في دار التربية للبنين طابقان، الأرضي للرجال، والأول للنساء. في الطابق الأول تشعر أنك في دار الحضانة. ملابسك مرتبة وجاهزة، وكتبك كذلك. لا يختلف شيء. لكن في الطابق الأرضي الذي يزوره الطفل فترة العصر وقبل النوم، يشعر الولد بالغربة. هم يحاولون أقلمته مع وضع جديد سيعيش فيه فترة طويلة من عمره، تبدأ بعد الصف الثالث الابتدائي، وهو يحن إلى ال"أبلة". يتسلل إلى الطابق الأول في الفترة التي يمنع فيها من ذلك ? بعد ثلاث سنوات في دار التربية. يهرب من جفاء الرجال، إلى صدر ال"أبلة"الحنون، لكن سرعان ما يلعب العقاب دوره في حال التسلل. في المرحلة المتوسطة، ينتقل للسكن في مؤسسة التربية النموذجية، المنفصلة بكادرها الوظيفي عن داري الحضانة والتربية الاجتماعية. الطلاب - الأيتام - في المؤسسة والدارين، يلتقون بعضهم في العيدين. الكبير مع الصغير، بعضهم يصر على الحضور حتى حين يخرج ويتزوج، يقولون:"الجَمْعة حلوة". في مؤسسة التربية النموذجية، يكون التعامل مع الشاب أكثر انسيابية ومرونة. يشعر أنه رجل. يقرر مصيره، حتى في الالتحاق بالثانوية التجارية أو الصناعية أو العلوم الإدارية أو الشرعية أو الطبيعية. يختار في المؤسسة أيضاً، متى يدرس ومتى يلعب، على رغم أن هناك من المشرفين من يزاول الديكتاتورية أحياناً. بعد المؤسسة بعد الثانوية، يختار بين الجامعة والعمل. يُسهلون أمره في كلتا الحالتين، بخطابات وغيرها. يوفرون له سيارة"طبعاً مستعملة فأي موازنة لن تسمح بتوفير سيارة جديدة للجميع". حتى إذا قرر الزواج، هناك مبلغ من المال يعينه على ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أنه كَوّن نفسه هو الآخر، بعمله ودراسته. سيخرج من هذا العالم بالتأكيد. سيخرج إلى عالمنا. سيحتك بأشخاص ليسوا مثله، على رغم أنهم مثله دم ولحم. ربما يكون هو أفضل منهم بكثير. لكن، هل يستطيع أن يتعايش مع العالم الجديد؟ هل يختلف هذا العالم عن عالمه القديم؟ هو سيكتشف ذلك، وربما يعود قلة منهم إلى العزلة. الأسماء مشكلة نعاني منها في مجتمع قبلي بحسب الأيتام المتحدثين، فمشكلة الاسم كانت أكثر شيء يؤرقهم ويسبب لهم الحرج في كثير من الأماكن، خصوصاً مع زملاء الدراسة، والمجتمع خارج الدار في شكل عام."معظم أسمائنا لا يتناسب مع بيئة وجدنا فيها. يسهل على أي أحد أن يكتشف ذلك. إضافة إلى عدم وجود اسم عائلة. هذا عائق كبير يقف في وجوهنا، حين نتواصل مع المجتمع. يجعلنا منغلقين على أنفسنا، أو متهربين من المصارحة". الطلاب يرجون تدارك ذلك بإضافة ال التعريف إليه، على الأقل لجيل جديد مقبل. وفي سياق مشابه، يتساءل بعضهم عن كيفية بناء شخصية سوية تتقبل وتواجه مثل هذه الظروف الصعبة ? الأسماء منها، على صعيد التواصل الاجتماعي، في مجتمع مثل مجتمعنا القبلي البحت. من يستطيع بناء هذه الشخصية؟"الأمر يظل صعباً أيضاً، على غير أبناء القبائل، ممن ليسوا من ذوي الظروف الخاصة، ناهيك عنا". هل هناك مشرفون أو أخصائيون نفسيون مؤهلون لمعالجة هذا الألم بما درسوا؟"تساؤل كهذا يبقى مجرد خيال. وعلى رغم تواصلنا مع المجتمع واندماجنا فيه، لايزال شيء في النفس بهذا الخصوص". هذه المشكلة لا تمس الأيتام فقط، بل تمتد إلى أبنائهم وأحفادهم الذين ستطاولهم المشكلة أيضاً. أكثرهم تحدثاً، وأكبرهم سناً يقول:"أود التركيز على نقطة مهمة لابد أن يعيها إخواني ذوو الظروف الخاصة. الاعتماد على أنفسهم وبناء شخصياتهم بناءً حقيقياً والوصول إلى مركز مرموق ربما يحل كثيراً من المشكلات النفسية. لا سبيل إلى ذلك سوى بالدراسة التي ستفتح آفاقاً أوسع في الحياة. وزارة الشؤون الاجتماعية تبذل قصارى جهدها في تعليمنا. تيسر لنا الحصول على وظيفة، أيضاً. لكن، يجب أن نكون أكثر طموحاً للحصول على الأفضل، وألا نكون اتكاليين".