تواصل الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية البحث والتحري عن مجموعة من الأشخاص، بعدما تمكنت ضبط ثمانية، يعملون على سلب جوالات لمواطنين ومقيمين بطريقة"احترافية"لا تمكن الضحية من مطاردة الجاني. وسجلت شرطة مدينة الدمام ومحافظة الخبروالقطيف في سجلاتها خلال الشهر الماضي، عدداً من هذه الحوادث التي نفذت في"سيناريو"غالباً ما يكون متشابهاً في كل حادثة، وترتكب في الأماكن العامة وداخل الأسواق المفتوحة وفي المنتزهات. وروى فهد الأحمري وهو إحدى ضحايا هذه الحوادث ل"الحياة"، أنه كان الأسبوع الماضي بصحبة عائلته يتنزهون على كورنيش مدينة الدمام، وعندما كان يجري إتصالاً بأحد أصدقائه تفاجأ بمرور دراجه نارية بالقرب منه، فنشل سائقها جواله من يده ولاذ بالفرار، إلا أن الأحمري احتار في أمره، هل يطارده أم يكتفي بالتعجب والضحك على هذا الموقف؟ أما المواطن سعد العنزي فأشار إلى انه كان مع طفلته في سوق الدمام وأثناء سيره على قدميه يجري اتصالاً، فوجىء بشاب التقط جواله من إذنه ثم لاذ بالفرار"فاستنجدت بالآخرين للقبض على اللص، إلا أن صديقه كان في انتظاره على دراجة نارية، فركب معه ولاذا بالفرار". أما علي السلمان من سكان محافظة القطيف، فذكر أنه كان يقوم برياضة المشي على كورنيش المحافظة، وأثناء سيره وإجرائه إتصالاً تفاجأ بدراجة نارية، سلب سائقها الجوال ثم لاذ بالفرار، فطارده بعض الموجودين، إلا أن سرعته مكنته من الفرار من دون القبض عليه. أما الدكتور إبراهيم محمود سوري الجنسية المقيم في محافظة الخبر، فيشير إلى أنه كان يقف مساء أول من أمس الأحد عند إحدى الإشارات المرورية في شوارع المحافظة، حيث تفاجأ بشاب في العشرين من عمره يطرق الزجاج، ففتحه متوقعاً أنه أحد المتسولين الذين يكثر وجودهم عند الإشارات المرورية، إلا انه تطاول عليه وصفعه على وجهه وسرق جواله ثم لاذ بالفرار بين السيارات. أما قصة فيصل المحيسن، فهي تختلف إلى حد كبير، إذ أنه كان يرقد على السرير الأبيض في مستشفى نتيجة إجراء عملية في ركبته، فتفاجأ بشاب يدخل عليه الغرفة ويسلم عليه ثم يجلس، و"عند سؤالي عمن يريد ومن هو؟ قال إنه قادم مع أحد رفاقي لزيارتي من دون أن يوضح اسم صديقي، لتكون مفاجأة لي. وبعد نحو عشر دقائق طلب مني أخذ الجوال للاتصال بزميلي الذي يدعي أنه قادم لزيارتي، فأخذه وتظاهر بأنه يجري الاتصال، ثم أخذه ولاذ بالفرار". أما علي القحطاني فيقول إنه كان يسير على قدميه قرب مستشفى الخبر الجامعي، حيث تفاجأ بشاب يقود سيارة من نوع كامري وبرفقته عائلته فطلب منه إعطاءه الجوال لإجراء اتصال بقريب له يرقد في المستشفى لمعرفة رقم غرفته. ويشير القحطاني إلى انه أعطى الجوال إلى الشاب، إلا أنه أخذه ولاذ بالفرار، وعند إبلاغ الشرطة تفاجأ بان رقم لوحة السيارة مفقود من مواطن آخر. من جهته، ذكر مصدر أمني في شرطة الشرقية ل"الحياة"أن مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء عبدالعزيز البعادي وجه بتشكيل فرق للبحث والتحري عن الجناة والقبض عليهم، وكذلك لمراقبة المواقع التي تحدث فيها عادة حوادث سرقة جوالات. وتمكنت الفرق من القبض على أكثر من ثمانية أشخاص في مدينة الدمام ومحافظتي الخبروالقطيف"في حين لا يزال البحث جارياً عن آخرين متورطين في القيام بهذه الحوادث ومعروفين لدى الجهات الأمنية". وأشار المصدر إلى أن"غالبية من يقومون بهذه العمليات هم من الأحداث والمراهقين، خصوصاً العاطلين عن العمل الذين يصعب عليهم الحصول على المال إلا بهذه الطريقة". وأبان أن الدرجات النارية تعد من أبرز الأساليب التي يستخدمونها في تنفيذ جرائمهم وبخاصة، لا سيما أنها تحول دون تمكن الضحية أو الجهات المعنية من القبض عليهم، إضافة إلى استخدامهم أرقام لوحات مسروقة أومفقودة مُبلغ عنها في تنفيذ عملياتهم. وسأل المصدر عن دور أولياء الأمور في مراقبة أبنائهم وعدم سؤالهم عن كيفية الحصول على الأموال التي بحوزتهم، مطالباً الجميع بالتعاون مع رجال الأمن في الحفاظ على أمن الآخرين وسلامة ممتلكاتهم.