اكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء البحريني الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا أن المؤتمر الثامن لتنمية الموارد البشرية الذي تنظمه الجمعية العربية لتنمية الموارد البشرية، يناقش موضوع الدور المحوري للقيادة ويشارك فيه الكثير من الشخصيات الاقتصادية والادارية، وسيكون غنياً بالحوارات والتجارب التي تعكس مفاهيم ودور القيادة أكثر العناصر اهمية وفاعلية في تطوير اداء الموارد البشرية وتوظيفها في شكل علمي دقيق. ومن المتوقع ان يحضر المؤتمر نحو ألف شخصية اقتصادية وإدارية وخبراء في تنمية وتطوير الموارد البشرية يمثلون 40 دولة، ويلتقون حول خمس محاضرات رئيسة وثلاث ورش عمل و20 ورقة عمل وبحثاً. واوضح الدكتور ميرزا خلال كلمته في حفلة تدشينه المؤتمر نيابة عن الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مساء أول من أمس الأحد في المنامة"نحن نعيش عاملاً سريع التغييرات والتقلبات والتطورات، وما تحتاج إليه اي مؤسسة للنجاح يتوقف على كيفية اتخاذ القرار الى حد كبير على القيادة الواعية القادرة على التأقلم والثبات وبعد النظر، إذ ان قادة مثل هؤلاء المشاركين هم الذين يصنعون النجاح، ويحددون الفارق بين مؤسسة واخرى، إضافة الى أنهم من يستطيعون ان يوجدوا مناخاً من الثقة داخل مؤسساتهم ينعكس على العاملين فيها ليقدموا أفضل ما لديهم ويحققوا افضل النتائج". واضاف الدكتور ميرزا"انني اتطلع الى المشاركة والاستماع الى هذه الخبرات الادارية التي يزخر بها مؤتمركم والتي ستقدم لنا خلاصة تجاربها فهذا هو الهدف من عقد مثل هذا المؤتمر الذي يمثل فرصة جيدة للتعلم والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين". من جهته اكد رئيس الجمعية العربية لادارة الموارد البشرية اشرم سعيد محمد بابيضان خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر ضرورة التفريق بين الممارسات الادارية والقيادية، إذ ان النجاحات الجوهرية تعود الى قدرات المبدعين القيادية. وقال بابيضان ان من شواهد القيادة في العصر الحديث توحيد الملك عبدالعزيز القبائل المتناحرة قبل الدولة السعودية ليعيشوا تحت راية واحدة، مشيراً الى عدد من التجارب المعاصرة التي أسهمت في تغيير الواقع بفضل القيادة السليمة مثل قيادة مهاتما غاندي ونلسون مانديلا بلديهما الى الاستقلال إضافة الى مجموعة من القياديين على المستوى التجاري. واستعرض بابيضان في ختام كلمته عناصر ضرورية عدة للقيادة، منها المبادرة الفورية لحل المشكلات واتخاذ القرار في الوقت المناسب الى جانب القدرة على المخاطرة. وفي السياق ذاته أوضح الدكتور مصطفى السيد جلال في عرضه الذي قدمه في افتتاح المؤتمر أن العالم الآن يشهد تغييرات سريعة في النواحي الاقتصادية والتقنية والمنافسة الكبيرة، كما أن التغير في العالم والضغط الكبير على الموارد يحتاجان الى تفكير جديد يواكب هذه المتغيرات، إذ ان الإدارة في القرن الماضي كانت تركز على تطوير الموارد البشرية واسلوب العمل وبيئته، لكن الآن نحن في حاجة الى ادارة جديدة تجمع بين الانسان وتفاعله مع الآلة، ومع نظام العمل ككل، وذلك يرجع في شكل رئيس الى التغير السريع في العالم واقتصاده. وأضاف الدكتور السيد أنه مع تطور العالم الاقتصادي اصبحت هناك منافسة كبيرة بين الشركات من خلال طلب اسعار منخفضة للسلع، الى جانب الخدمة المميزة، كذلك اصبحت رغبات العملاء اقوى في الوقت الحالي من السابق، ما ادى بالشركات الى محاولة جذب العملاء لمنتجاتها، فهذه الشركات من اجل ان تواجه هذه التحديات لابد عليها من ان تركز على تقليل المصروفات، والحصول على تقنيات، وابداعات جديدة، ومفيدة مع تطوير العنصر البشري، كما أن هذه الامور تحتاج قبل اي شيء الى ادارة جديدة وقيادة جيدة من خلال التعامل مع العاملين بأسلوب صحيح من ناحية التخطيط والتنظيم والتدريب والتحفيز ووضع الموازنات وغيرها من الامور التي تؤدي الى النجاح، التي تستطيع من خلالها القيادة رؤية المستقبل والعمل على تحقيق الاهداف التي توصل اليه، وتؤثر في افراد المؤسسات في شكل افضل. تحدث الدكتور السيد ايضا عن سمات القائد الناجح التي من اهمها تأثيره في العاملين، حتى في حال عدم وجوده على رأس العمل، إضافة الى من يستطيع رؤية وقراءة المستقبل ويستطيع في الوقت ذاته تقريبه لموارده المتاحة من اجل الوصول اليه، إذ إن الحاجة الى القيادة اثبتتها الدراسات الحديثة التي من خلالها يحُفز العاملون ويفتح امامهم الطموح الذي يوصل المؤسسة في نهاية المطاف الى النجاح. وقال الدكتور السيد:"ان الموارد التي تتعامل معها المؤسسات تعتبر ثمينة جدا، وان كل انسان يعمل مع تغيير استراتيجي، اي انه يتعامل مع شيء مهم بالنسبة إليه، إذ انني وصلت من خلال دراساتي الى قناعة كبيرة بضرورة إيجاد نظام جديد وشامل ينظر الى التغيير الاستراتيجي بمنهجية علمية". وفي نهاية العرض تحدث الدكتور السيد عن نظرية خاصة به تتضمن رؤية الشخص، ومعرفة قوة الذات، إضافة الى تحديد الشخص أهدافه التي يسعى الى تحقيقها والوصول الى استراتيجية صحيحة، وتوفير الموارد البشرية والمادية للمؤسسة والمسؤولين لضمان سير المشاريع بنجاح، إضافة الى ايجاد نظام مراقبة جيد، لافتاً الى التأثير التكاملي للابداع بالتحفيز ضمن سياسة مؤسسية تشجع على هذه الخصال.