جاءت دورة ألعاب التضامن دليلاً قاطعاً آخر، على أن المملكة تستطيع تنظيم أي بطولة، مهما كان حجمها، ومهما كبر عدد مشاركيها وضيوفها... في هذه البطولة الضخمة أثبتت المملكة أن نجاح البطولات والمحافل الرياضية لا يجب أن يرتبط بوجود العنصر النسائي في كل حدب وصوب... مثلما كان يتشدق البعض.... في هذه الدورة الرائعة، تجلى لنا وجود أبطال سعوديين ذوي مستويات دولية أولمبية كبيرة جداً... وخصوصاً في ألعاب القوى..! أبطال يستحقون التكريم... ليس بمبلغ زهيد... أو بميدالية مصيرها القبوع في"دولاب"مهترئ مليء بالغبار وحسب... وإنما تكريم طويل الأمد... واهتمام استراتيجي... يليق بهؤلاء الأبطال الذين أغدقوا علينا بالميداليات الذهبية والفضية... نعم، مسؤولو الرياضة في المملكة أبدوا اهتمامهم بهؤلاء الأبطال... فقد هيأت لهم الرئاسة البنية التحتية وأسهم رئيس اتحاد القوى في شكل كبير في بزوغ هذه الكوكبة من الأبطال... ولكن في نظري أن هذا الاهتمام لم يصل إلى الحد الذي يرفع من مستوى هؤلاء الأبطال، مثلما يحدث لأبطال ألعاب القوى في الدول المتقدمة في هذا المجال... الدحيلب والباقر والبيشي والعبداللطيف وصوعان وغيرهم من الأبطال يستحقون من يسأل عن ظروفهم المعيشية في مدنهم"وقراهم"التي يعيشون فيها... بل ويستحقون من يأتي لزيارتهم في بيوتهم ليرى ظروفهم المعيشية التي قد تفاجئ القريب قبل الغريب... لو يخصص مبلغ مقطوع لتحسين أحوال بعض هؤلاء الأبطال... لأصبحوا في مستويات أفضل مما هم عليه الآن... ولو اطلع المسؤولون الرياضيون على الظروف المعيشية لبعضهم... لرفض أن يعيش في مثل هذه الظروف أبطالهم الذين بذلوا عرقاً وجهداً.. ودماً في بعض الأحيان ورفعوا الراية الخضراء في المحافل الدولية... لو كان هناك اهتمام إعلامي متواصل بهذه الفئة من الرياضيين، لرأيناهم يرفعون راية بلادنا خفاقة في المحافل الأولمبية والدولية... رغماً عن أنوف كثيرة... لو قامت إحدى شركاتنا الرائدة بإعطاء البارزين منهم على الأقل الفرصة في المشاركة في إعلان من إعلانات منتجاتها ذات الانتشار الواسع... لاستفاد هذا البطل من الناحية المعنوية قبل المادية... وسيساعد ذلك في انتشار أم الألعاب... ولو قامت شركاتنا بوضع يدها بيد رئيس اتحاد القوى، وتبنت أو تحملت مصاريف إنتاج أبطال جدد في ألعاب القوى، لأدركت أنها ستنتج أبطالاً كثر، وبأقل المصاريف على الإطلاق مقارنة بمصاريف فرق كرة القدم... والفروسية.. لو قامت قناتنا الثالثة بعرض برنامج وثائقي يومي، لو لمدة نصف ساعة عن ألعاب القوى وأبطالها الدوليين والمحليين، لأصبح لدينا أبطال جدد كل سنة... إضاءة في المنطقة الشرقية هناك يد بيضاء خفية... لا تحب الظهور، ساعدت في نشر رياضة الجري... وساعدت في الوقت نفسه إخوة لنا عانوا ويعانون من مرض السرطان... هذه اليد البيضاء هي يد الشيخ عبدالعزيز التركي... الذي أسأل الله أن يوفقه لكل خير... وأن يجعل كل جهوده في ميزان حسناته... آمين. [email protected]