فجر المنتخب الأميركي مفاجأة من العيار الثقيل في كأس القارات لكرة القدم، وتأهل إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه بتغلبه على إسبانيا "بطل أوروبا " 2- صفر، وأوقف المنتخب الأميركي سلسلة الأرقام القياسية لنظيره الإسباني الذي لم يخسر منذ 35 مباراة ، إضافة إلى إيقاف رصيده من الانتصارات المتتالية عند 15 فوزاً. سجل الهدفين جوزي ألتيدور وكليمنت ديمبسي، وكان "المارينز الأميركي" حقق المفاجأة الأولى بالتأهل إلى نصف النهائي، بعدما حقق فوزاً كبيراً وغير متوقع على مصر بثلاثية نظيفة، مستغلاً خسارة المنتخب الإيطالي أمام البرازيل بالنتيجة ذاتها، ليتأهل بفارق الأهداف عن بطل أفريقيا وبطل العالم، على رغم تلقيه خسارتين ثقيلتين أمام إيطاليا 1-3 والبرازيل صفر-3. وفشلت إسبانيا في أول اختبار دولي كبير تحت قيادة المدير الفني ديل بوسكي، الذي تولى المهمة خلفاً للعجوز لويس أراغونيس الحائز مع "الماتادور" على كأس أمم أوروبا 2008. ويعد خروج إسبانيا أكبر مفاجآت البطولة قياساً بنتائجها في مرحلة المجموعات بداية بسحق نيوزيلندا بخماسية، مروراً بالفوز على العراق 1- صفر، ومضيف البطولة جنوب إفريقيا 2- صفر. ثورة المارينز فاجأ المنتخب الأميركي نظيره الإسباني بهجوم باكر منذ الدقائق الأولى عبر تسديدتين من ألتيدور وتشارلي ديفيز، نجح إيكر كاسياس في التعامل معهما بهدوء، قبل أن يرد فرناندو توريس بتسديدة قوية من عرضية سيسك فابريغاس أمسكها تيم هوارد ببراعة، ولكن كاسياس عاد للتألق، وأنقذ الكرة قبل أن تصل للاندون دونافان المنفرد بالمرمى. وسدد ديمبسي كرة قوية أرضية مرت قريبة بجوار القائم الأيسر لمرمى أبطال أوروبا ، قبل أن يفتتح ألتيدور النتيجة لأميركا، بعدما استغل تمريرة ديمبسي البينية، وسدد كرة قوية لمست أيدي كاسياس وسكنت الشباك. وكثف المنتخب الاسباني محاولاته الهجومية لتعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، إلا أن الدفاع الأميركي صمد، لينتهي بهدف من دون رد. واستمرت الحال في الشوط الثاني، إذ اندفع بطل أوروبا إلى الهجوم، فيما اعتمد المنتخب الأميركي على الهجمات المرتدة، مستغلاً المساحات الكبيرة التي خلفها "الماتادور" الاسباني وراءه، وعاند الحظ اسبانيا في إحراز التعادل في ظل تألق الحارس تيم هاورد الذي تصدى لتسديدة قوية من سيرجيو راموس، ونجح ديمبسي في قتل أمل إسبانيا برصاصة الرحمة من إحدى الهجمات المرتدة، إذ استغل خطأ دفاعياً قاتلاً من راموس، وأودع الكرة في شباك كاسياس، وسدد ديفيد فيا ركلة حرة مباشرة لم تخدع حارس ايفرتون الانكليزي المتألق هاورد، الذي تصدى بعدها مباشرة لتسديدة قوية من الونسو، ثم حصل اللاعب الأميركي مايكل برادلي على بطاقة حمراء مباشرة، إثر تدخل قوي مع الونسو. من جهته، اعترف المدير الفني لمنتخب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي بأحقية أميركا بالتأهل. وقال إن لاعبي منتخب إسبانيا صدمهم الأداء الجيد لأميركا في بداية المباراة، وهو ما تسبب في ارتباك أبطال أوروبا. وأضاف: "واجهنا فريقا ًمنظماً للغاية في الدفاع، وسريعاً جداً في الهجوم. منتخب أمريكا بأكمله هدد إسبانيا، وهو ما لم ينتظره أحد". وتابع ديل بوسكي: "في عالم الرياضة لا يوجد مستحيل، أنا راض عن أداء رجالي في المباراة، ولا أستطيع أن أطالبهم بأكثر مما قدموه". فيما أرجع المدير الفني لمنتخب أميركا بوب برادلي تفوق بلاده على إسبانيا بالنجاح في رقابة مفتاح لعب أبطال أوروبا شابي هرنانديز. وقال برادلي بعد فوز فريقه بهدفين نظيفين والتأهل للنهائي، إن إجبار شابي على تمرير الكرة بعرض الملعب أو للوراء كان السبب الحقيقي في افتقار إسبانيا للفاعلية. وأوضح: "بذل اللاعبون مجهوداً كبيراً في إبعاد شابي عن بقية وسط ملعب إسبانيا، والتأهل جاء نتيجة الأداء الجماعي المميز لمنتخب أميركا". واعتبر برادلي تأهل بلاده للنهائي إنجازاً غير عادي، مضيفاً: "يكفيني فخراً أن فريقي لم يستقبل أهدافاً في آخر مباراتين، على عكس بدايتنا الضعيفة في البطولة". تناقض برازيلي على صعيد آخر، وجه رئيس بعثة البرازيل انطونيو نونيس دي ليما، انتقادات للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بسبب إسناده تنظيم بطولة كأس العالم المقبلة 2010 لجنوب افريقيا. وقال الضابط السابق في الجيش البرازيلي نونيس دي ليما أمام صحافيين في جوهانسبرغ: «ما كان يجب إسناد تنظيم بطولة كأس العالم لجنوب إفريقيا، نظراً لتفشي الجريمة في البلاد، خصوصاً أن مئات الآلاف من المشجعين سيحضرون العام المقبل من جميع أنحاء العالم لمتابعة المباريات». وتساءل نونيس دي ليما: "كيف يمكن لهؤلاء الخروج في المساء للاحتفال بفوز فريقهم في ظل حال تشبه حظر الخروج بعد السادسة مساء كما لو كنا في حرب مستمرة؟". واستطرد نونيس دي ليما قائلاً: "في الليل تخلو الشوارع من المارة، لقد كنت أعتزم اصطحاب أسرتي معي، لكنني الآن قلق بشأن أمر كهذا". وفي رد فعله على ما قاله نونيس دي ليما، أكد الاتحاد البرازيلي أن اللاعبين وأعضاء البعثة راضون عن الوضع في جنوب افريقيا. وامتدح الاتحاد البرازيلي في كلمته قصر المسافة التي تفصل بين الملاعب وبعضها في جنوب افريقيا، فضلاً عن "حفاوة الشعب في جنوب افريقيا وولعه بكرة القدم". وأشار الاتحاد البرازيلي إلى التصريحات الإيجابية التي قالها المهاجم كاكا في هذا الشأن، وكذلك تصريحات المدير الفني كارلوس دونغا، التي أثنى فيها على الحال الرائعة لملاعب التدريب وتجهيزات الاستادات، "التي تفتقدها كثير من الأندية في البرازيل". وفيما يخص الصعوبات التنظيمية، أكد الاتحاد البرازيلي أن جنوب افريقيا ستحلها قبل انطلاق البطولة، مؤكداً قناعته بأن جنوب افريقيا ستقدم "تنظيماً رائعاً" لبطولة كأس العالم المقبلة.