قال استشاري الأورام ورئيس قسم الباطنية في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمود شاهين إن 90 في المئة من سرطان الرئة سببه التدخين، وكلما زاد التدخين زادت فرصة حدوث سرطان الرئة، ومناطق أخرى مثل الفم والحنجرة والمريء والمثانة والكلى والبنكرياس وعنق الرحم عند السيدات، مؤكداً أنه يمكن انقاذ آلاف المرضى من الوفاة من سرطان الرئتين إذا امتنعوا عن التدخين. وقال إن سرطان الرئة يعتبر من أكثر الأورام شيوعاً في الدول الغربية، ويعتبر من الأورام العشرة الأكثر انتشاراً عند الذكور في السعودية. جاءت تصريحات الدكتور شاهين على هامش الحملة الوطنية لمكافحة التدخين، والتي سيدشنها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز صباح بعد غد السبت. وقال المشرف العام على الحملة فهد السليماني في مؤتمر صحافي عقد يوم أمس الأربعاء"إن عدد المتوفين يومياً بأمراض لها علاقة مباشرة بالتدخين 45 حالة وفاة يومياً، وألف حالة وفاة سنوياً، بحسب تقرير صادر عن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي". وأضاف"كشف التقرير أن عشرة في المئة من الرجال في دول المجلس يدخنون، و10 في المئة من النساء، و15 في المئة من الصغار والمراهقين، وأن نسبة التدخين في بيئة الأطباء وطلاب كلية الطب والمدارس عالية جداً في السعودية والكويت، إذ تصل إلى ثلث العاملين في هذا المجال، و44 في المئة في دولة الإمارات، و6 في المئة من الطبيبات يدخن". وأكد التقرير أن استهلاك التبغ في منطقة الخليج يشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، ولم تعط الدراسات والأبحاث ما تستحقه من الاهتمام، سواء من الجهات الرسمية أو الباحثين، في حين تقوم شركات التبغ بدراسات بحثية تسويقية رصديه لرصد متغيرات السوق والذوق، وإقحام أكبر عدد من الشبان والمراهقين في مجال التدخين. وأكدت دراسات حديثة أن أعلى نسبة للمدخنين على مستوى السعودية، في المنطقة الغربية، حيث تصل نسبتهم إلى 26.8 في المئة، تليها المنطقة الجنوبية بنسبة 23.3 في المئة، ثم المنطقة الشمالية وهي الأقل، حيث تبلغ نسبة المدخنين فيها 14.9 في المئة. وأشارت الدارسات إلى ارتفاع نسبة التدخين عند السيدات والفتيات في المنطقة الشرقية، وتحتل بذلك المركز الأول من حيث نسبة المدخنات فيها، وتضم 45.5 في المئة من مدخنات المملكة، منهن 92.2 في المئة يدخن النرجيلة. وفي المقابل تعد المنطقة الوسطى أقل المناطق في نسبة المدخنات، حيث لا تتجاوز نسبتهن 3.2 في المئة، منهن 93.5 يدخن السجائر. وقال السليماني"أثبتت الدراسات العالمية أن السيجارة الواحدة تتكون من أربعة آلاف مركب كيماوي، وأكثر من 40 مركباً منها من مسببات السرطان، وأن كل سيجارة تحوي ما يتجاوز 24 مادة مضافة من النكهات المحلية، بحيث تصل نسبتها في بعض أنواع السجائر إلى 40 في المئة من حجم السيجارة الواحدة، منها العسل وسكر الخشب القيقب، وهي مواد تستخدم من قبل شركات التبغ، كي تضمن امتصاص دم ودماغ المدخن أكبر كمية من النيكوتين". وأشارت الدراسات، والحديث هنا للسليماني، إلى أن السيجارة الواحدة تحتوي على مركبات كيماوية عدة سامة وخطرة، إضافة إلى النيكوتين، وأن من أهمها مادة الزرنيج وهو يستخدم في سم الفئران، وحامض الأستيك المستخدم في صبغة الشعر، وأستون الذي يعتبر عنصراً رئيساً في الدهانات والبويات، والأمونيا التي تدخل في تكوين المنظفات، والبونام المستخدم في الولاعات، والكاديميوم من الفلزات الثقيلة وخطيرة السمية. وتعتبر السعودية رابع أكبر الدول المستوردة للسجائر في العالم، وتحتل المرتبة التاسعة عشرة في نمو السجائر على المستوى العالمي، وتصل مبيعات السجائر في المملكة إلى 15 بليون سيجارة سنوياً، نصيب الفرد بما في ذلك النساء والأطفال يصل إلى 750 سيجارة سنوياً، وتبلغ قيمة المبيعات من التبغ 633 مليون ريال. فيما يصل استهلاك السجائر على مستوى الخليج إلى 28 بليون سيجارة سنوياً، ويصرف العالم 200 بليون دولار سنوياً على السجائر، تتكبد الدول النامية نصف المبلغ المصروف على السجائر، وبلغت عائدات الشركات المنتجة 134 بليون دولار سنوياً، وتجاوز عدد المدخنين 1.2 بليون شخص. ويتنامى عدد المدخنين في العام الثالث بنسبة 75 في المئة، ومن المتوقع بحلول عام 2020 أن يتسبب التدخين في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص، في وقت تنتظر الوفاة المبكرة 250 مليون طفل ومراهق بسبب التدخين.