اكتسبت جودي سليمان، 27عاما خبرة واسعة في استخدام برامج الانترنت المتعددة، خصوصاً برامج الحماية، وبرامج تنظيف الجهاز من ملفات الباتش"التجسس"، وخبرة أوسع في البرامج المستخدمة في الاختراق"برامج الهاكرز"، فهي تقضي أربع ساعات يومياً في أقل تقدير داخل الشبكة العنكبوتية. تقول سليمان التي اعتادت التجول داخل المنتديات والمواقع الثقافية، إضافة إلى دخولها مواقع المحادثة"التشات"."تربطني بالانترنت صداقة وطيدة منذ 7 أعوام، إذ كنت اقضي في السابق أكثر من عشر ساعات يومياً، اكتسبت خلالها خبرة كبيرة في مجال الانترنت". وهي لم تكتسب خبرتها في برامج الاختراق والحماية من فراغ، بل كانت ردة فعل طبيعية، بعد أن تعرض جهازها للسرقة والاختراق من الهاكرز، تؤكد بقولها:"واجهتني مشكلات عدة مع بداية دخولي للانترنت، منها اختراق الهاكرز لجهازي وتخريبه، وسرقة ايميلي أكثر من مرة، وهذا دفعني لتعلم الكثير من طرق ووسائل الحماية، وكيفية غلق الثغرات ومنافذ الجهاز، والتعرف على البرامج المستخدمة في الاختراق، والتعامل معها". لكن معرفتها في كيفية استخدام برامج الاختراق، لم تجعل منها هاكرز بالمعنى المعروف عنه كما تقول:"استخدامي لبرامج الهاكرز لم يخرج عن إطار عمل المقالب بصديقاتي من باب التسلية". وتعد جودي ليست الفتاة الوحيدة التي تمتلك خبرة في برامج الاختراق، فهناك الكثير من الفتيات اللواتي اكتسبن خبرتهن من خلال مواقع المحادثات، التي خصصها الهاكرز للمحترفين لتعليم المبادئ الأولية لهوايتهم. وهذا ما أشارت إليه نهى محمد بقولها:"مع بداية استخدامي للانترنت كنت أسمع عن وجود مخترقين للأجهزة، وبرامج مخصصة لذلك، وحب الفضول دفعني إلى معرفة كيفية استخدامها من طريق أحد الهاكرز الذي تعرفت عليه في إحدى غرف التشات". ويتفق مع نهى الهاكرز عمار فواز أو"black wolf"وهو الاسم الحركي له داخل الشبكة العنكبوتية، :"جميع الفتيات الهاكرز اللواتي صادفتهن أثناء تجولي عبر الانترنت من الهاويات، وهن قلائل لم يصلن لدرجة الاحتراف". ويرجع فواز 23 عاماً السبب،"لأهدافهن التي لا تخرج عن إطار التجسس على الأصدقاء والصديقات، مثل سرقة الإيميلات، أو التجول داخل جهاز الكومبيوتر وبين المستندات". ويضيف فواز"الفتيات الهاكرز مستخدمات للبرامج الجاهزة، وتنقصهن الخبرة اللازمة للقيام بعمليات اختراق، مما يتسبب في أعطال أجهزتهن وتخريبها في أحيان كثيرة". وهذا ما أكده متخصصون في الحاسب الآلي، موضحين أن غالبية الأجهزة المعطلة هي أجهزة فتيات، وأرجعوا السبب إلى نقص الخبرة في الوسائل المستخدمة لحماية الكومبيوتر الشخصي من الاختراق، إضافة إلى أنهن الشريحة الأكبر من مستخدمي الانترنت، إذ تبلغ نسبتهن 70 في المئة. ويلفت المهندس متولي خليل"تعتبر الفتيات الأكثر استخداماً للانترنت في السعودية"، مرجعاً ذلك إلى أن الانترنت من أكثر وسائل التسلية التي تفضلها الفتاة، خصوصاً وأنها تربطها بالعالم الخارجي. ويضيف خليل أن سوء استخدام الفتاة للانترنت وجهلها، يجعلها فريسة سهلة للهاكرز،"الدليل على ذلك أن أجهزة الفتيات الواردة للصيانة، تحتوي على الكثير من ملفات التجسس الباتش". وهذا ما أكده مهندس صيانة أجهزة الكمبيوتر ياسين إبراهيم "يبلغ معدل استقبال الأجهزة المعطلة 30 في المئة قياساً بالمبيعات في السنة، ويرتفع المعدل إلى 60 في المئة في أيام العطل وإجازة الصيف". ويؤكد إبراهيم أن الفتيات هن الأكثر ارتياداً لمحله"هناك يومياً ما لا يقل عن ثلاث سيدات، مقابل رجلين". ويختلف معهما المهندس عبدالله حسن منوهاً بأن نسبة الوعي ارتفعت خلال السنوات الأربع الماضية بمعدل الضعف،"تعتبر ملفات الحماية في حال توفرها قادرة على الحد من معاناة الفتيات مع اختراق أجهزة الكمبيوتر.