بدأت وزارة التربية والتعليم في تطبيق تجربة مشروع "المدرسة الجاذبة"، في ثلاث مناطق تعليمية وهي الحدود الشمالية ومحايل عسير والباحة. ويأتي هذا المشروع الوليد من الوزارة، في محاولة منها لجعل العملية التربوية والتعليمية تحقق أهدافها في جو من البهجة والأمن النفسي والعاطفي، إذ يتطلع القائمون على المشروع في الوزارة إلى أن يتعلم الطالب في مدرسة جاذبة وممتعة تنمي في شخصيته الجوانب الايجابية، وتشكل دافعاً قوياً نحو التعلم والإبداع، بعيداً عن جو الخوف والتردد والإحباط. ويعيد القائمون على المشروع الأسباب الداعية لإنشائه، إلى ما لوحظ في السنوات الأخيرة من ضعف في إقبال الطلاب نحو المدرسة، حيث لا تزال البيئة المدرسية في معظم المدارس تفتقر إلى التشويق والإثارة، ويغلب عليها طابع الجفاف والروتين في الأداء، من دون مراعاة لمشاعر الطالب، والحرص على بناء شخصيته في شكل متوازن ومنحه الثقة اللازمة في نفسه. ويأمل القائمون على المشروع في حال نجاحه إلى تعميمه على جميع المناطق التعليمية التابعة للبنين، ومن ثم تعميمه على المناطق التعليمية للبنات في مرحلة ثانية بعد مواءمته مع أوضاع مدراس البنات. ويهدف مشروع المدرسة الجاذبة كما يشير تقرير خاص به، حصلت"الحياة"على نسخة منه، إلى تفعيل العلاقات الإنسانية والتعامل الأبوي بين المعلمين والطلاب، وتوفير بيئة تربوية وتعليمية جاذبة للطالب، وتنويع طرائق وأساليب التدريس والتعليم، مع التركيز على التطبيق العملي والخبرات التعليمية، وتطوير المناشط الطلابية مثل الواجبات المنزلية والنشاطات الصفية واللاصفية والمهارات التعليمية والمجتمعية والاحتفالات الطلابية. ويشير تقرير المشروع إلى أنه سيتم التركيز على ثلاثة محاور لتطبيق التجربة وتتعلق هذه المحاور بالبيئة المدرسة، حيث سيتم توفير مسرح مدرسي وطلاء المدارس بألوان جاذبة، والعناية بدورات المياه الخاصة بالطلاب والاهتمام بالفصول المدرسية وتزويدها بالوسائل التعليمية المناسبة واستبدال المقاعد بما يناسب الفئة العمرية للطلاب. بينما يتعلق المحور الثاني من هذا المشروع بالبرنامج المدرسي، حيث سيتم خفض زمن الحصة لتكون 35 دقيقة وإضافة حصة نشاط يومية مدتها 50 دقيقة تتضمن حل الواجبات المنزلية بمساعدة من المعلمين وتخصيص، فسحتين للطلاب وإقامة يوم مفتوح في المدرسة كل ثمانية أسابيع لتفعيل النشاط الطلابي المسائي في المدرسة. ويتناول المحور الثالث من المشروع البيئة التعليمية حيث سيتم بناء نظام المدرسة على مبدأ الحوافز والانفتاح على المجتمع بمشاركته في صنع القرار في المدرسة مع البعد عن أسلوب التلقين والتركيز على التطبيق العملي. هذا ويرى القائمون على البرنامج ضرورة ألا يتجاوز عدد طلاب الفصل الواحد عن 25 طالباً، وعدم التوسع في عدد طلاب المدرسة ككل لضمان نجاح التجربة، وتأمل وزارة التربية نجاح تجربة مشروع المدرسة الجاذبة للقضاء على سلبيات النظام المدرسي الحالية. يذكر أن وزارة التربية والتعليم كانت قد قامت في السابق بإجراء تجربة سابقة أطلق عليها مشروع المدرسة النموذجية ولكن تلك التجربة انتهت إلى الفشل لصعوبة تطبيقها من الناحية المادية والبشرية وأيضاً للبعد الخيالي في تنفيذها.