ينهي المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب أعماله في الرياض بإصدار بيان ختامي يسمى إعلان الرياض، وتقرير يتضمن القرارات والتوصيات المتعلقة بتعزيز التعاون الدولي المشترك وفق ما تم اقتراحه في ورش العمل التي درست هذه المقترحات ورفعتها للجنة العامة. وعلمت"الحياة"ان البيان الختامي للمؤتمر إعلان الرياض سيعلن تأييده لدعوة ولي العهد السعودي لإقامة مركز دولي للإرهاب، وسيؤكد"ضرورة معالجة خطر الإرهاب معالجة شمولية تتضمن محاربة الفكر المتطرف المحرض على الارهاب، وتقوية دور الأممالمتحدة ودعم الشرعية الدولية في مجال مكافحة الارهاب". في حين ان التقرير سيتضمن التوصيات والمقترحات التي رفعتها ورش العمل الأربع للمؤتمر التي تحدد السبل العملية للتعاون الدولي المشترك. من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي نائب رئيس المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الأمير سعود الفيصل، ان السعودية ستقدم تفصيلاً واضحاً لمقترحاتها بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب، مشيراً إلى انه سيتم رفع تقرير متكامل عن أعمال المؤتمر وتوصياته إلى الأممالمتحدة بعد ان لقي المقترح تأييداً شبه جماعي من الوفود المشاركة في المؤتمر. وأوضح الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده أمس، ان مجموعات العمل الأربع الخاصة بالمؤتمر أنهت اليوم أمس، أعمالها ورفعت توصياتها إلى الجمعية العمومية للمؤتمر التي بدورها قامت بمناقشة هذه التوصيات وإدخال بعض التعديلات عليها، وأشار الى ان عدد التوصيات التي رفعتها مجموعات عمل المؤتمر بلغ 55 توصية موزعة على محاور المؤتمر المتعلقة بمعالجة جذور الإرهاب، وعلاقة الإرهاب بعمليات غسل الأموال وتجارة السلاح وتهريب المخدرات والتنظيمات الارهابية وتشكيلاتها. وأكد ان التوصيات التي رفعتها مجموعات العمل في المؤتمر عكست روح المسؤولية والتفاهم والتوافق في الآراء بين الدول المشاركة في المؤتمر، وانها أجمعت على حتمية التصدي للإرهاب بجوانبه كافة عبر بلورة جهود دولية مشتركة، وأشار إلى ان التوصيات التي رفعتها مجموعات العمل في المؤتمر ركزت على النوعية والاجراءات العملية لمكافحة الارهاب. ونفى الأمير الفيصل نشوب خلافات بين أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر، كما نفى استقبال السعودية لأي طلب من إسرائيل للمشاركة في أعمال المؤتمر. وذكر الأمير انه طلب من وزير الداخلية العراقي خلال اجتماعه به تحديد عدد السعوديين المعتقلين في العراق، مشيراً إلى انه وعده بالرد على ذلك. من جهة أخرى، أشار رئيس الوفد البلجيكي إلى ان هناك توصيات من مجموعات العمل تطالب باستخدام الأموال التي جمدت في دول العالم، والخاصة بالمنظمات الارهابية لمصلحة المتضررين من العمليات الارهابية في العالم. وكانت بعض الدول المشاركة في ورشة العمل المختصة ببحث"التنظيمات الارهابية وتشكيلاتها"اقترحت وضع لائحة بأسماء التنظيمات الارهابية وأعضائها وتبادلها بين الدول، ولكن الوفد اللبناني أصر على ضرورة ان لا يتم الخلط بين المنظمات الارهابية وبين حركات وتنظيمات مقاومة الاحتلال الاجنبي. وأشار الدكتور بسام النعماني في هذا الصدد الى اهمية ان لا تفرض بعض الدول"ولأسباب سياسية"القوائم التي تعتمدها على الدول الاخرى. وكاد هذا الموضوع ان يثير خلافاً في المؤتمر ولكن نائب رئيس المؤتمر الأمير سعود الفيصل الذي ترأس اجتماعات الجمعية العامة للمؤتمر أشار الى وجود لجنة في مجلس الأمن تبحث هذه المسألة وأنه ليس من الضروري طرح ذلك في توصيات المؤتمر. وعلمت"الحياة"ان التوصيات والقرارات العملية ستعمل الأمانة العامة للمؤتمر على اعدادها في تقرير خلال شهر ونصف الشهر لرفع التقرير للأمم المتحدة من أجل تبنيها، وإلا فإن الدول التي شاركت في المؤتمر ستتبناها وتعمل وفقها. وطالب الأمين العام للمؤتمر الأمير خالد بن سعود الوفود المشاركة باعتماد هذه التوصيات والقرارات في دولها خلال أسبوعين"وإلا فإن عدم الرد سيعني الموافقة النهائية". وكان من المتوقع ان تطرح السعودية مرئياتها بشأن اقتراح ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على المؤتمر يوم أمس، ولكن الوفد السعودي ارتأى تأجيل ذلك ليبحث في هذه المرئيات والمقترحات بجلسات عمل ثنائية مع الوفود قبل طرحها بصورتها النهائية اليوم وفي جلسة العمل الأخيرة للمؤتمر صباح اليوم والتي ستسبق الجلسة الختامية المفتوحة. كما علمت"الحياة"ان مقترح ولي العهد السعودي سيرفع للأمم المتحدة بعد اعتماد آليته من اجل تنفيذ ذلك، وبدا من خلال النقاشات مع الوفود ان هناك مقترحات بأن يكون مقر المركز الدولي لمكافحة الارهاب إما"الرياض"أو"لاهاي"- حيث مقر محكمة العدل الدولية - أو"نيويورك"، ولكن القرار الأخير بشأن ذلك سيتفق عليه اليوم.