سأل ارهابيٌّ عيسى 8 سنوات وهو طفل مسلم، هل أنت مسلم؟ فأجابه: نعم أنا مسلم. ثم ضربه على رأسه وأسقطه أرضاً. ماذا لو أخطأ عيسى وقال: لا، هل سيكتفي الإرهابي برصاصة واحدة. فعيسى كان في مجمع الواحة في مدينة الخبر عندما شن عليه عمل إرهابي، وأصيب بحال من الخوف استمرت فترة طويلة. وترى والدته"إن ما حدث في مجمعنا وفي المدينة عمل شيطاني ناتج من شذوذ فكري إن كان فكراً أصلاً، تلك الجماعات تدعي الإسلام ادعاء كاذباً". وتقول انها تركت عيسى وحده في المنزل وذهبت الى السوق، وأثناء غيابها وقع الهجوم الإرهابي. وعند عودتها رأت المنطقة تعج برجال الأمن، وكلما اقتربت من المجمع ازداد عدد الذين يوقفونها ويسألونها و"لم أستطع تخيل كآبة المنظر... بعدها أدركت أن أمراً كبيراً حدث في المجمع وإن ابني الوحيد في المنزل وقد يكون بين الضحايا.. بدأت أصرخ حتى جاء أحد رجال الأمن وقال لا توجد أي أضرار وخسائر بشرية ليطمئنني". وبعد انتهاء العملية دخلت لرؤية عيسى فوجدته يبكي في المطبخ بصوت خافت وغير قادر على الكلام. وعندما تمكنت من الحديث معه قال لها:"ضربني رجل ومعه اثنان وألقاني على الأرض وسألني: أين أهلك؟ قلت: في السوق. هل تحب الإسلام؟ قلت: نعم هل أنت مسلم؟ قلت: أنا مسلم. التفت أحدهم في صور البيت بدقة ولاحظ رمزاً للديانة المسيحية عندها ضربني على رأسي". وقالت أم عيسى انها أصيبت بانهيار وكآبة، وان نفسية عيسى تأزمت ما"أثر في تحصيله الدراسي وهبوط مستواه الفكري الذي كان يتمتع به عن السابق". قصص كثيرة تتحدث عن عدم تفريق الإرهابيين بين مسلم أو مسيحي، بين مواطن أو مقيم لأن الانفجارات التي يحدثونها والرصاص الذي يطلقونه لا يفرق بين أحد، منها حوادث"مجمع المحيا"في الرياض الذي تعرض لعملية إرهابية. ويصف أيمن العدوان مندوب في شركة مواد غذائية الذي عاش تلك التجربة بأنها"مرعبة". ويقول انه وافراد اسرته راحوا ينطقون الشهادة بسبب قربهم من التفجيرات و"لم يفرقنا عن الموت سوى لحظات.. كان المنظر مهولاً والنجاة صعبة وسط بكاء النساء والأطفال بينهم طفلي الذي ظل يبكي ساعات... كان منظر الدمار الذي خلفته الانفجارات يخبر عن جريمة هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في البلد".