{ وجدت دراسة متخصصة، أن مدينة مكةالمكرمة، في حاجة إلى تحرك جدي وسريع من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، لمعالجة عدد من المشكلات الاجتماعية والسكانية، التي تؤثر سلباً على سير الحياة اليومية، وستترك آثاراً مستقبلية. وطالبت دراسة مسحية أعدها الدكتور عبد القادر محمد عبد القادر عطية، لمصلحة الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة، بست توصيات رئيسية لمعاجلة أبرز المشكلات الحالية، وهي: الخلل في بعض الخدمات السكانية مثل المياه والصرف الصحي، وارتفاع نسبة العنوسة بين الذكور، وانتشار الأمية والتسرب من مؤسسات التعليم. وصممت عينة الدراسة المسحية على أساس خمسة في المئة من سكان مكةالمكرمة، وبلغ حجمها 12300 أسرة. ووزعت هذه العينة على جميع أحياء مكةالمكرمة، البالغ عددها 60 حياً، تم تخصيص جزء من العينة لكل حي يساوي نسبته من سكان مكةالمكرمة، كما صممت استمارة"استبانة"لجمع البيانات المطلوبة من الأسر، وجمع البيانات فريق من الباحثين بلغ عددهم 123 باحثاً، كلهم من المدرسين السعوديين العاملين في المدارس. تطالب دراسة الدكتور عبد القادر عطية التي اطلعت عليها"الحياة"، الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل المدني الأخرى في مكةالمكرمة، بإيجاد مشاريع لمساعدة الشباب على الزواج، خصوصاً وأن نسبة العنوسة مرتفعة بين الذكور. موضحة أنه يفضل التركيز على الأحياء السكنية التي ترتفع فيها هذه النسبة، مثل: الهجلة، والمنصور، والشامية، وحارة الباب، والهنداوية، والبيبان، وجرول، والروابي، وريع زاخر، والجميزة، والسليمانية، والطندباوي وأجياد، والنوارية. وجاءت هذه التوصية على خلفية النتائج التي أوضحتها الدراسة، التي وجدت أن نسبة الذكور من السكان في سن الزواج تفوق نسبة الإناث، حيث تصل الأولى إلى 52.3 في المئة، في حين تصل الثانية إلى 47.7 في المئة. مشيرة هنا إلى أن الحد الفاصل للعنوسة هو 25 سنة، وأن نسبة العنوسة بين الجنسين تصل إلى 31 في المئة من مجمل الذين لم يتزوجوا في سن الزواج. وفي الشأن ذاته أيضاً، كشفت الدراسة أن معدل الطلاق لكل ألف نسمة في مكةالمكرمة يبلغ 8.6، وهو معدل يعتبر مرتفعاً إذا ما قورن ببعض الأرقام الدولية. مدللة على ذلك بأنه أكثر من ضعف المعدل السائد في الولاياتالمتحدة الأميركية. ولاحظت أيضاً من ناحية أخرى أن معدل الطلاق للسكان السعوديين يفوق نظيره للسكان غير السعوديين في مكةالمكرمة بنسبة 61 في المئة تقريباً. وتعتبر دراسة الخصائص السكانية والاجتماعية للسكان من الأمور المهمة في أي عملية تخطيطية. فصناع القرار يحتاجون? إلى معرفة التوزيع العمري للسكان وتوقعات النمو فيه عبر الزمن حتى يمكنهم وضع الخطط اللازمة لتوفير الخدمات التعليمية والصحية والوظيفية لكل فئة من الفئات العمرية في المستقبل. وهدفت الدراسة إلى عمل مسح ميداني بالعينة لأسر ومساكن المواطنين والمقيمين في مكةالمكرمة، وذلك بغرض تحديد بعض الخصائص الأساسية للسكان. ومن ضمن الخصائص العامة للإسكان: نوع المساكن، ملكية المساكن، مصادر الحصول على المياه النقية، مصادر الحصول على الكهرباء. أما الخصائص السكانية، فتشمل:?الهيكل العمري، والنوعي والأسري، والتوقعات المستقبلية لأعداد السكان. وقالت الدراسة أن هناك حاجة لإعطاء أولوية لحل مشكلة المياه، ومحاولة مد الشبكة العامة حتى تصل إلى بقية الأسر التي لم تصلهما، وتقدر بنسبة 25 في المئة من إجمالي الأسر. وكانت نتائج الدراسة قد أثبتت أن 76 في المئة من السكان تصل إليهم مياه الشبكة العامة، و24 في المئة يحصلون على المياه من الوايتات والآبار ومصادر أخرى. كما توجد حاجة لتوسيع شبكة الصرف الصحي حتى تصل أيضاً لبقية الأسر التي لم تصلهما، ويقدر بنسبة 30 في المئة. كما يتعين توسعة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة بنسبة 35 في المئة على الأقل كحد أدنى، كي تصبح قادرة على استيعاب الأعداد المتوقعة من الحجاج حتى عام 1440ه. ووجدت الدراسة المسحية حول الخصائص العامة للسكان والإسكان، أن متوسط حجم الأسرة يبلغ 5.2 فرد، أي خمسة أفراد تقريباً. وهذا يعني على وجه التحديد أن كل عشر أسر في مكةالمكرمة تضم 52 فرداً في المتوسط. كما أن أحجام النسبة الأكبر من الأسر تتراوح بين فردين وسبعة أفراد، حيث تمثل هذه الأحجام 73.2 في المئة من الإجمالي. أما الأسر ذات الحجم الكبير التي تضم أكثر من عشر أفراد فنسبتها لا تتجاوز أربعة في المئة. وبالنسبة إلى السكن، فقد أظهرت الدراسة أن النسبة الكبرى من الأسر تسكن في شقق في عمارات أو منازل، تبلغ 64.4 في المئة. وتبلغ نسبة من يقيمون في منازل شعبية 13 في المئة تقريباً. وهناك نسبة عشرة في المئة من الأسر تسكن في فيلات مستقلة. كما أن نسبة من يقيمون في خيام وعشش وصنادق من الأسر تزيد عن واحد في المئة قليلاً.وأشارت أيضاً إلى أن النسبة الكبرى من السكان تسكن في مساكن مبنية من المسلح، حيث تبلغ هذه النسبة 86 في المئة تقريبا. أما نسبة من يقطنون في مساكن من بلك الطوب فتبلغ 11 في المئة. ويوجد ثلاثة في المئة من سكان مكةالمكرمة يقيمون في مساكن من الحجر والطين والخيام والشعر. كما يوجد 20 في المئة من المساكن مساحتها أقل من 100 متر مربع، و64.6 في المئة من المساكن مساحتها أقل من 200 متر مربع. أما المساكن التي تبلغ مساحتها 400 متر مربع وأكثر فتمثل 15 في المئة تقريباً. وتبعاً لتلك النتائج، فإن نسبة السكان الذين يقيمون في مساكن مملوكة لهم يشكلون 46 في المئة تقريباً، وتبلغ نسبة من يقيمون في مساكن مستأجرة 51 في المئة. ويحصل 98.5 في المئة من السكان على الكهرباء من الشبكة العامة، وهناك ما يقرب من واحد في المئة من السكان لا يوجد لديهم كهرباء. كما يستفيد نحو 69 في المئة من السكان من الشبكة العامة للصرف الصحي، وهناك 30 في المئة تقريباً من السكان يصرفون في بيارات، ونحو واحد في المئة لا توجد لديهم ترتيبات صرف صحي. وتصل نسبة من يستخدمون الغاز مصدراً أساسياً للطاقة 92 في المئة تقريبا من سكان مكةالمكرمة، ونسبة من يستخدمون الكهرباء كمصدر أساسي للطاقة 2.2 في المئة. أما نسبة من يستخدمون مصادر أخرى مثل الكيروسين والفحم والحطب فتبلغ نحو واحد في المئة. وضمت عناصر السكانية: توزيع السكان من حيث المستوى التعليمي، توزيع السكان من حيث الجنسية، وتوزيع السكان حسب الحالة الاجتماعية ووجدت الدراسة أن الأسر في مكةالمكرمة تنقسم إلى قمسين: أسر نووية، وأسر ممتدة. أما النووية فهي التي? تحتوي على الزوج والزوجة والأولاد، وما يتعلق بالممتدة فهي التي تحتوي على أقارب آخرين إضافة إلى عناصر الأسرة النووية.?واتضح من الدراسة أن ما يقرب من 11 في المئة من الأسر تعتبر أسراً ممتدة تحتوي على أفراد آخرين من العائلة غير الأب والأم والأولاد، وأن 89 في المئة من الأسر تعتبر نووية. أما توزيع السكان بحسب الجنسية، فاتضح أن 75 في المئة تقريباً من السكان سعوديون، وأن? 25 في المئة غير سعوديين. ولعل هذا يعني أنه من بين كل أربعة أفراد، يوجد فرد غير سعودي. التعليم والأمية في مكة توضح نتائج الدراسة أن الهيكل التعليمي للكبار من غير السعوديين ينحرف إلى الأسفل بالمقارنة مع الهيكل التعليمي للكبار من السعوديين. فنسبة الفئة الأقل تعليماً من غير السعوديين، وهم الذين يقرأون ويكتبون، أو يحملون الشهادة الابتدائية تبلغ 34 في المئة تقريباً، في حين أنها لدى السعوديين تبلغ 23.4 في المئة. أما نسبة الفئة المتوسطة من حاملي الشهادتين المتوسطة والثانوية وما يعادلها من السكان السعوديين فهي تمثل 40 في المئة تقريباً، ولدى غير السعوديين تبلغ 34.2 في المئة. ويتعين عمل دورات مكثفة? للتخفيف من مشكلة الأمية، خصوصاً في الأحياء التي تعانيها بدرجة أكبر، مثل: السليمانية، والعكيشية، والراشدية، وشرائع المجاهدين، والعسيلة، والتقوى، والجميزة، وجرول، وجبل النور، ووادي جليل، والشهداء، والطندباوي، والكعكية، وجرهم. كما توجد هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد للتخفيف من مشكلة التسرب من التعليم الأساسي، بخاصة في الأحياء التي ترتفع فيها حدة هذه المشكلة، مثل: السليمانية، والبحيرات، والخضراء، والنوارية، والسلامة، والراشدية، والخنساء، وشرائع المجاهدين، والمعابدة، والجامعة، والجميزة، والنسيم، والمرسلات، والروضة، والشوقية، والهجرة، وشرائع المخططات، وريع زاخر، والتنعيم، والكعكية، والعزيزية، ومخطط رقم خمسة، والعكيشية، وبطحاء قريش. ... والمستوى الاقتصادي للأسر فيها يعتبر متوسط الإنفاق النقدي الشهري أحد المعايير الاقتصادية التي تستخدم في التعبير عن المستوى المعيشي للفرد أو الأسرة. وأظهرت الدراسة أن متوسط الإنفاق النقدي الشهري للأسرة يقترب من 3000 ريال، وللفرد يقترب من 700 ريال. كما أوضحت الدراسة أن 55.2 في المئة من الأسر يقل فيها متوسط الإنفاق الشهري للأسرة عن 3000 ريال، و35.2 في المئة من الأسر يتراوح إنفاقها الشهري بين 3000 -6000 ريال. أما الأسر التي يبلغ فيها متوسط الإنفاق الشهري النقدي 6000 ريال فأعلى فتبلغ نسبتها 9.5 في المئة. وتشمل قوة العمل كل القادرين على العمل والراغبين فيه، سواء أكانوا يعملون فعلاً أم لا يعملون. وتقدر قوة العمل في مكةالمكرمة بحوالى 328.2 ألف، منهم 73.4 في المئة مشتغلون ، و26.6 في المئة عاطلون. وبحسب الدراسة، يبلغ معدل البطالة في مكةالمكرمة 26.6 في المئة من قوة العمل ، منها 18 في المئة متعطلون سبق لهم العمل، 82 في المئة متعطلون لم يسبق لهم العمل. ويقدر حجم البطالة في مكةالمكرمة بحوالى 87.3 ألف فرد.