قال المفكر الفلسطيني شفيق الحوت إن ميزة مهرجان الجنادرية لهذا العام:"تناوله لقضية الإرهاب، التي تعتبر الشغل الشاغل للناس هذه الأيام، وقد اتفق جميع المثقفين على أن من بديهيات الأمور أن نعرف ما هو الإرهاب، لكي نتعاون جميعاً على القضاء عليه، فليس هناك إنسان عاقل يؤيد الإرهاب، لكن الإرهاب السياسي المطروح الآن على الساحة الدولية في المفهوم الأميركي، يجعل المناضل الفلسطيني إرهابياً، لذا نتمنى أن توضح لنا الولاياتالمتحدة ما المقصود بالإرهاب بكل وضوح، لكي نكون على بينة مما يحدث، فهناك اعتداءات تتم على دول وقيم باسم ومكافحة الإرهاب، فيما تقتل إسرائيل الشجر قبل البشر، ولم يتهمها أحد بالإرهاب. هذا من جانب ومن جانب آخر هناك قضايا كثيرة، تعنى بتنمية الوضع الديموقراطي في المجتمعات العربية، من دون أن نخدع أنفسنا فليس هناك دولة عربية ديموقراطية، وهناك مطالبات من جميع الشعوب العربية، بإتاحة الفرصة للمواطن العادي للمشاركة في صنع القرار، وهذه قضية مهمة خصوصاً وأن الولاياتالمتحدة تستخدمها ذريعة، في صورة مباشرة أو غير مباشرة، للضغط على بعض الدول، وهي تهدف بذلك إلى ابتزاز تلك الدول من أجل مصالح استراتيجيتها العامة، ومن أجل تأسيس شرق أوسط جديد، تكون فيه إسرائيل مركز الثقل". وذكر أن مهرجان الجنادرية:"يحتاج إلى برامج كثيرة لكي يظل متجدداً وفعالاً، وأتمنى أن يبرز اتفاق بين المثقفين حول النقاط التي يثيرها المهرجان، حتى يبدو صوت المثقف مسموعاً لدى الجماهير". ويرى الحوت أن الثقافة العربية ليست بخير لأسباب عدة، منها:"أن حرية التعبير في العالم العربي، لا تبشر بنمو ثقافي سليم، وهناك أسباب موضوعية أخرى مثل طباعة الكتاب العربي، فأفضل كاتب عربي يطبع من كتابه ثلاثة آلاف نسخة على رغم أن الوطن العربي يتعدى سكانه ال300 مليون نسمة، لكن الحدود الجغرافية والتكلفة الغالية للكتاب وراء ذلك، ولك أن تتصور أن بعض دور النشر، تطلب من المؤلف مبلغاً من المال قبل أن تطبع كتابه، فهناك أزمة لدى المجتمع في تقدير أهمية البعد الثقافي للمجتمع، فالثقافة هي الوعاء الحاضن للحياة كلها، وأنا ألوم هنا وزارات الثقافة في العالم العربي، فهناك تقصير كبير في أداء دورها الطبيعي، في المقابل نجد أن مبالغ طائلة، ترصدها الدول لإنشاء قنوات فضائية هزيلة، تفسد الشباب وتجعلهم بلا قضية ولا قدوة". وكشف عن جديده قائلاً إنه انتهى أخيراً، من تأليف كتاب حول مذبحة صبرا وشاتيلا، ويقع في 700 صفحة:"وأنا في صدد مشروع لجمع أهم الدراسات والأبحاث في حياتي النضالية، فالجيل الجديد لا يعرفني على رغم أنني من أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، فمن ولد في تلك السنة أصبح الآن في الأربعين من عمره، فهو كتاب موجه للجيل الجديد في شكل خاص".