قررت اللجنة الزراعية والثروة السمكية في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية البدء في إجراءات تكوين لجنة تأسيسية لاتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء شركة تربية وإكثار وتوزيع وتنمية الثروة الحيوانية برأسمال مقترح يتراوح بين 750 مليون ريالا وبليون ريال 200 مليون إلى 266 مليون دولار. وبحثت اللجنة في اجتماعها الذي عقد أمس في مقر الغرفة الرئيسي في الدمام، تشكيل لجنة تحضيرية لهذا الغرض يكون من مهامها تسويق الشركة بين المستثمرين، وعقد لقاءات مع رجال الأعمال الراغبين في المساهمة في الشركة وتكييف أشكال التعاون بين الشركة والشركات الوطنية القائمة التي تعمل في المجال نفسه، كأطراف مساهمة، وتقديم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع. وقررت اللجنة إقامة ندوة موسعة تضم كافة الأطراف المعنية بتأسيس الشركة والمستثمرين المهتمين بالمساهمة في رأسمالها واستعراض عدد من التجارب والأساليب العالمية الحديثة في تنمية الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي. ويتطلع مشروع إنشاء الشركة المساهمة إلى زيادة الإنتاج الحيواني ليبلغ 7.5 مليون رأس سنوياً الأمر الذي يعزز جهود السعودية في الحد من الاستيراد الذي بلغ متوسطه خلال السنوات العشر الماضية ستة ملايين رأس غنم و 250 ألف رأس ماعز و 50 ألف راس بقر للذبح سنوياً. ومن المتوقع ان يغطي إنتاج الشركة الفجوة الكبيرة القائمة في الوقت الحالي بين الإنتاج والاستهلاك مما سيشكل تطوراً كبيراً في مجال تنمية الثروة الحيوانية في السعودية ويجعل منها رافدا من روافد الاقتصاد الوطني إضافة الى أنها ستمثل ركيزة اقتصادية للأمن الغذائي في السعودية. ووفقاً للدراسة فان الشركة تهدف الى توفير نسبة ربح وعائد اقتصادي كبير للمشتركين والمساهمين وسد النقص الحاد والمتزايد في المواشي سنوياً، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج بالجودة المعروفة للأغنام المحلية وتطبيق مستوى عال من الرعاية الصحية للندوة الحيوانية والإسهام في الحد من البطالة وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية. ويسعى مشروع إنشاء الشركة الجديدة الى استثمار الإمكانات المحلية للإنتاج الحيواني وتطويرها وتنميتها حيث تؤكد الإحصاءات الزراعية وجود ما يقرب من 250 ألف مزرعة متوسطة تتوافر فيها مساحات مناسبة لتربية الأغنام منها نحو 175 ألف مزرعة خالية من اي استثمار. وتعد الشركة المقترحة بنكاً للأغنام على نحو خاص والندوة الحيوانية في شكل عام إذ أنها ستقوم بتوفير الأمهات اللازمة للتربية والإكثار من نوع"العواسي"المهجن النيوزلندي الذي ثبت نجاحه منذ عام 1994، كما ستقوم الشركة بتوزيع الإناث على صغار وكبار المستثمرين والمربين، وإضافة لجلب الإناث العواسي من نيوزيلندا واستراليا فان الشركة ستقوم بالتركيز على الإناث المحلية بأصنافها كافة ضمن برنامج لتطويرها وإكثارها وتوزيعها وستقوم بتوفير الخدمات البيطرية والفنية لكل مزارع المشتركين، مع التركيز على المزارع المنتجة للأعلاف والخضر والتمور للاستفادة من إنتاجها ومخلفاتها الزراعية لعمل وحدات إنتاج أعلاف محلية في المزرعة لتربية الماشية، وستمنح الشركة أفضلية ومزايا تشجيعية لمربي الماشية الراغبين في المساهمة العينية بما لديهم من أصول ستقدرها لجنة مختصة منبثقة عن اللجنة التأسيسية. واتفق أعضاء اللجنة الزراعية والثروة السمكية في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية على ان يكون مشروع الشركة الجديدة شاملا لكل مجالات إنتاج وتنمية الثروة الحيوانية بحيث تقوم الشركة بتسويق وتوزيع الإنتاج وان تنشئ مراكز لتوزيع اللحوم والألبان ومصانع للصوف والجلود والاستفادة من جميع المخلفات النباتية والحيوانية بشتى الطرق والأساليب الحديثة وإنشاء مصنع متكامل للأعلاف والتعاون مع وزارة الزراعة والبنك الزراعي في تنمية الإنتاج الحيواني. وكانت اللجنة الزراعية والثروة السمكية في غرفة الشرقية قد عقدت في شهر ذو الحجة الماضي لقاء موسعاً مع 100 مستثمر في حفر الباطن لبحث السبل الكفيلة بتنمية الثروة الحيوانية في المنطقة في شكل خاص والسعودية في شكل عام، وبحثت مع موردي وتجار ومربي الماشية في محافظة حفر الباطن التي تضم اكبر سوق للمواشي بين أسواق السعودية موضوع إنشاء الشركة. وأكدت اللجنة ان هذه الشركة تمثل أفضل الخيارات المطروحة لتجاوز العديد من المشاكل التي يواجهها قطاع الثروة الحيوانية وأبرزها التسويق والرعاية الصحية وتقديم منتجات وسلالات عالية الجودة للسوق المحلية.