توافدت أعداد كبيرة من شباب المنطقة الشرقية والمهتمين بحركة الأفلاك على مقر جمعية الفلك في القطيف خلال الأيام الماضية، لمراقبة كوكب المريخ الذي يعرف بالكوكب الأحمر، بعدما أعلنت"وكالة الفضاء الأوروبية"أن مجاله يُصدر انبعاثات ضوئية قبل أيام. وتشهد"الجمعية"التي تتخذ من نادي بلدة الأوجام في القطيف مقراً لها، ازدحاماً في مواسم استطلاع هلال شهور شعبان ورمضان وذي القعدة. و"تجمع عشرات في الجمعية لمشاهدة هلال شهر ذي الحجة قبل ثلاثة أسابيع"، بحسب رئيس مجلس الإدارة الجمعية أنور آل محمد. ويضيف:" تستقبل الجمعية منذ إنشائها أعداداً كبيرة من الزائرين، الذين تجتذبهم رؤية الأجرام السماوية من خلال المناظير الفلكية المتوافرة في الجمعية". وتأسست"الجمعية"قبل عامين ونصف العام، بجهود مجموعة من المهتمين بعلوم الفلك. وتعد أول جمعية فلكية مؤسساتية في السعودية، وتعنى بدراسة علم الفلك ونشر المعرفة الفلكية بين أفراد المجتمع بمختلف الوسائل. وتشرف على"الجمعية"مجموعة من المختصين في علم الفلك، ويقول آل محمد أنها تسعى إلى"ضم المهتمين بالمجال الفلكي والاستفادة منهم والتواصل معهم". كما تهتم الجمعية بأهداف مرسومة ومعدة، منها"تعريف الزوار على عظمة الخالق ودقة صنعه، ومقدار الحيز المكاني والزماني الذي يشغله الإنسان في هذا الكون". ولم تكتف"الجمعية"بالدور التثقيفي فقط، بل امتد نشاطها ليشمل دراسة التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية وتحقيقها، ورصد الظواهر الفلكية وتحديد أوقاتها ومعايير رؤيتها. وإضافة إلى هذه الأنشطة، تسعى"الجمعية"إلى إحياء تراث المنطقة الفلكي ومساعدة الباحثين على تنفيذ الأبحاث المرتبطة بهذا المجال أو العلوم ذات الصلة. وتصدر"الجمعية"تقويماً قمرياً سنوياً، يتضمن أهم أنشطتها وأهم الأحداث الفلكية، إلى جانب إصدار نشرة شهرية فلكية. وهي تستقبل وفود المدارس والجهات العلمية في مقرها. وتهتم بالمشاركة في المؤتمرات والمعارض الفلكية، وتنظيم الزيارات إلى الهيئات والمراصد الفلكية داخل السعودية وخارجها. ويتولى إدارة الجمعية مجلس إدارة ينتخبه الأعضاء العاملين والمؤسسين في اجتماع عمومي يعقد سنوياً. وتمكن المؤسسون من تشييد"الجمعية"بالجهود الذاتية، ويبلغ عدد المؤسسين 12 عضواً. و"يطمح الأعضاء إلى تطوير قدرات الجمعية"، كما يقول آل محمد. وهي تملك مرصداً فلكياً، يتكون من ثلاثة مناظير، أحدها آلي بقطر 10 بوصات. وهو منظار عاكس يمكن ضبطه بواسطة مجموعة نظام الأقمار الاصطناعية العالمي لتحديد المواقع. وهذا النوع من المناظير ذا قدرة عالية على توضيح الصورة، إذ يمكن مشاهدة بعض النجوم في الظهيرة بواسطته. ويملك دقة عالية في التوجه نحو الأجرام الفلكية، فيمكنه التوجه آلياً نحو بعض مناطق القمر بواسطة النظام الإلكتروني الملحق به، الذي يحتوي على ذاكرة تحوي مواقع أكثر من 165 ألف جرم فلكي. وتوجد بعض الأجهزة الملحقة بالمنظار للتصوير الفلكي. أما المنظار الثاني، الذي تملكه الجمعية، فهو من الطراز اليدوي، وقطره 4.5 بوصات، وهو منظار عاكس من النوع"النيوتني"، إضافة إلى منظار فلكي يدوي آخر بقطر 3 بوصات، وهو منظار كاسر مكون من عدستين. وتمتلك"الجمعية"بعض وسائل العرض والتعلم الفلكية مثل بعض الخرائط السماوية والرسومات التوضيحية، وكذلك بعض المجسمات الفلكية، إضافة إلى مكتبة فلكية، تضم مصادر عربية وأجنبية مقروءة ومسموعة ومرئية متنوعة، وبرامج فلكية للحاسب الآلي، يمكن إعارتها للأعضاء العاملين. وتحتوي المكتبة على كتب عربية وأخرى أجنبية، إضافة إلى الكتب الإلكترونية وبرامج الحاسب الآلي الفلكية والوسائل المرئية والمسموعة. وتُمًّول"الجمعية"من خلال تبرعات يقدمها الأهالي، غير أن جميع المساهمين في اللجنة يطمحون إلى زيادة عدد المتبرعين والمشتركين، كما يأملون في تحسن أوضاع الجمعية مع إكمالها عامها الثالث بعد نحو 6 أشهر من الآن.