إذا كان كل ما يردنا من معلومات أو تحذيرات طبية بدءاً من مرض جنون البقر الى ما لا نهاية من الأمراض الأخرى. وبالمناسبة اعتقد ان ثقافة أكل البقر طارئة علينا! ولم نكن نعرف لا منتجات البقر ولا لحومها في معظم البيوت السعودية، خصوصاً وسط البلاد وشمالها ما عدا القصيم - كما أتصور! - والبادية بطبعهم لا يستسيغون كل منتجات البقر. لكن لزوم العصر انتشر لبن البقر ولحم البقر! والحمد لله لم يصلنا جنون البقر. ثم زادت حيرتنا بماذا نأكل؟ عندما انتشرت التحذيرات من هرمون الدجاج وانفلونزا الدجاج إلى غيرهما مما هو قادم أو سيأتي؟ وما يزيد الطين بله حالات الغش التي نقرأ عنها من تغليف ما انتهت صلاحيته وتعديل تاريخها من جانب بعض العمالة الوافدة. ومن أراد أن يبتعد عن هذا الهم ويتحول إلى إنسان نباتي فماذا عن الخضار والإشاعات بالري بمياه الصرف الصحي، وما نقرأ ونسمع عن المطاعم فحدّث ولا حرج... من تسمّم جماعي في بعض الأحيان. وربما هذا أمر للحد منه الامتناع عن إقامة الولائم في الأفراح والأتراح! ماذا نأكل؟ ويفوق هذا وذاك ما يحذر منه الأطباء من الدهون والزيوت، ولا ننسى الفاكهة المستوردة والكيماويات التي نسمع عنها ولا ندري شيئاً عن الحقائق! لذلك ليس أمام المستهلك خيار واحد إلا أن نأكل أي شيء ما دام أن كل شيء غير صالح للاستهلاك الآدمي. ولكي ترى هل هناك عقوبات على غش أي غذاء بمواد تضرّ بصحة الإنسان، وما عقوبة الغش؟، أتصور أن الغش المؤدي إلى ضرر صحي لا بد أن تكون له عقوبة مشددة حماية للمستهلك، وما الجهة المسؤولة القادرة على أن تطمئننا على ما في أسواقنا، سواء من خلال منشورات دورية أو تصريحات صحافية في جميع وسائل الإعلام كنوع من التوعية! أما المجتمع فيتحمل أيضاً المسؤولية فتجب التوعية دائماً والتذكير بأن"من غشنا فليس منا"، وأن يكون الفرد رقيباً على كل تحركاته ثم الردع الشديد لمن يغش بل يحول إلى المحاكم الشرعية ليستشعر فداحة الضرر الذي قام به، ومع هذا وذاك نتمنى وعياً صحياً وثقافة صحية تمنع السلبيات بوسائل وطرق أكثر أماناً.