أكد الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الدكتور حمد بن محمد البعادي أن المؤسسة لا يمكنها اكتشاف المواهب ورعايتها وحدها. وأوضح أن موازنة المؤسسة بلغت العام الماضي 12 مليون ريال، منها خمسة ملايين ريال من المتبرعين والباقي دعم من الدولة، ومن استثمارات المؤسسة في المشاريع التجارية. وأعرب عن الطموح إلى الأخذ بأيدي الموهوبين والموهوبات أينما كانوا في السعودية داعياً إلى مزيد من الدعم المادي لتحقيق هذا الهدف. يذكر أن "المؤسسة" تهدف إلى رعاية الموهوبين الذكور والإناث من مختلف الأعمار، وتوفر الأساليب العلمية للكشف عنهم ورعايتهم في مختلف المجالات، وتقدم لهم ولأسرهم المنح لمساعدتهم في تذليل الصعوبات التي قد تحد من نمو قدراتهم وطاقاتهم. وفي ما يلي نص حوار أجرته "الحياة" مع الدكتور البعادي: من هو الموهوب في نظركم؟ - إذا اجتاز شخص ما حداً معيناً من مقاييس القدرات فانه بذلك يعد موهوباً، كالأشخاص الذين لديهم إنجاز في أعمال فنية تصنف بأن فيها إبداعاً، والمخترعون الذين يقدمون أفكاراً غير مسبوقة، والبارعون في التسويق أو غير ذلك. ما هو دور المؤسسة في البحث عن الموهوب؟ - بعض الموهوبين يُعرض أمرهم علينا، وبعضهم يتقدمون إلينا وهؤلاء قد يكونون طلبةً أو مخترعين أو فنانين حسب نوع موهبتهم، فإذا كانوا طلبةً نجري لهم اختبار القدرات، وإن كانوا فنانين نرسل أعمالهم للتقويم، بواسطة متخصصين بالفن التشكيلي، وإن كانوا مخترعين نرسل أعمالهم إلى خبراء في الحقل الذي تم فيه الاختراع ليحكِّموها. إذاً هناك تنسيق مع أكثر من جهة؟ - بالتأكيد لا يمكن أن تقوم المؤسسة باكتشاف المواهب ورعايتها وحدها، لأنها مؤسسة خيرية تعتمد اعتماداً كاملاً على التبرعات، لكنها تستطيع قيادة هذا الجهد وتنظيمه وتنسيقه. وأشير هنا إلى أن الجهات كلها التي نتعاون معها تبدي حماسةً لمشروع رعاية الموهوبين في السعودية، لأنه مشروع حضاري يستمر مدى الدهر، ويحتاج إلى تكاتف جهود الجميع، ونحن لا نزال في البداية، ولا توجد جهة في العالم تقدم نموذجاً لرعاية الموهوبين يمكن أن ينسخ عنها، وعلى كل دولة أن تخوض هذا المجال، وأن تأتي بما يناسب ظروفها وثقافتها، ونحن نعمل ذلك بواسطة جهات عدة، ونحاول أن نطور برامج حقيقية ترعى هذه الفئة. ما هو حجم التبرعات التي تتلقاها المؤسسة للقيام بأعمالها؟ وكم تبلغ موازنتها؟ - بلغت موازنة المؤسسة العام الماضي 12 مليون ريال، منها خمسة ملايين ريال من المتبرعين والباقي دعم من الدولة، ومن استثمارات المؤسسة في المشاريع التجارية، فالمؤسسة لها رأس مال يستثمر وجزء من عوائد هذا الاستثمار تنفق على المشاريع المختلفة للمؤسسة. إذاً هناك خطة مستقبلية لإقامة مشاريع تخدم أعمال المؤسسة؟ - بالتأكيد، لأن حاجات المؤسسة تزداد، وهناك خطة خمسية تسير عليها. ما هي أشكال الدعم التي تقدمها المؤسسة إلى الموهوب؟ - يتم الدعم بأشكال عدة، أولها جائزة الإبداع العلمي التي تمولها المؤسسة بالكامل، وهنا أود الإشادة بمجموعة عبداللطيف جميل التي تبرعت بالجائزة العام الماضي، والشيخ سعد بن محمد المعجل الذي تحمل نفقات الجائزة للسنة الحالية. والجائزة تكلف أكثر من مليوني ريال سنوياً، وتمثل دعماً مباشراً للموهوب. ويتمثل الشكل الثاني في البرامج الصيفية التي نقدمها إلى الطلبة الموهوبين والمتفوقين، وفاقت كلفتها خمسة ملايين ريال العام الماضي. والشكل الثالث هو التدريب الذي توفره المؤسسة أو تمول توفيره لأساتذة هؤلاء الطلبة أو لتجهيز المعامل التي يستلزمها الاختراع. أما الشكل الرابع فهو الكلفة التي نتحملها لفحص الأعمال التي يقدمها المبتكرون في الفن التشكيلي. والشكل الخامس هو الكلفة التي نتحملها لدراسة أفكار الابتكارات، ومن ثم صرف مبالغ إضافية على تسجيل هذه الأعمال والحصول على براءة اختراع، إضافة إلى السعي لتسويق الاختراعات، وتنظيم معرض سنوي للمخترعين السعوديين والمشاركة في المعارض الدولية. هل جربتم الاتصال بالمؤسسات والشركات المحلية لوضع هذه الاختراعات موضع التنفيذ؟ - نقوم بذلك بشكل مستمر وخصوصاً الاختراعات والابتكارات التي لها طبيعة صناعية أو تنفيذية، وأحد الأشياء التي نعمل عليها هو تغطية كلفة النماذج التي يريد المخترع تنفيذها، وبعد ذلك نسوقها له. هل تعطينا بعض الأمثلة على الاختراعات التي ساعدت المؤسسة في تنفيذها؟ - طور المخترع وليد الملافي مكبساً "لصانعة كعك لقمة القاضي" وتم تصنيعه وتسويقه من خلال مصنع الراشد للبلاستيك، وهو موجود الآن في الأسواق، وهناك نموذج آخر طوره الأخ العويدان وهو عبارة عن "حافظة للخبز" يصنع حالياً في أحد المصانع الوطنية. ما ذا تقول لرجال الأعمال الذين لم يشاركوا حتى الآن في دعم المؤسسة؟ - تطمح المؤسسة لتأخذ بأيدي الموهوبين والموهوبات جميعهم أينما كانوا في السعودية وأن نقدم لهم الرعاية التي يستحقونها، وحتى نقوم بهذا الدور لابد من وجود الدعم اللازم لأن المؤسسة تعتمد بشكل كامل على التبرعات، ولهذا فإنني آمل من الجميع أن يعتبروا رعاية الموهوبين إحدى مسؤولياتهم، وأطالب رجال الأعمال ألا يتبرعوا وهم مغمضو الأعين، بل أن يبحثوا عن المشاريع التي تخدم أغراضهم، وأن يتابعونا والجهات الأخرى التي ترعى الموهوبين وأن يسألوهم ماذا فعلتم وأين وجهت الأموال التي دفعوها، وهل استثمرت بالشكل الصحيح. ويعجبني ما قاله الشيخ سعد المعجل عندما تبرع بتمويل جائزة الإبداع العلمي لهذه السنة "إذا لم يتبرع رجال الأعمال للواعدين والموهوبين من أبناء وبنات الوطن فإننا جميعا نخسر". كما أن ولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز قال "بذرة الموهبة إذا لم ترعَ فأنها تموت"، وإذا ماتت لن يكون لدينا قيادات علمية أو إدارية أو صناعية وبذلك نخسر جميعاً، أما إذا استثمرنا في الموهبة الإنسانية فإننا جميعاً نربح في شكل مباشر وغير مباشر من خلال تطوير أفراد المجتمع.