قام عدد من الطلاب في بعض مدارس منطقة حائل يوم أمس، بإزالة الكتابات من على جدران مدارسهم والمنازل المجاورة، برفقة عدد من المرشدين الطلابيين في المدارس المستهدفة. ويأتي هذا العمل كتفعيل لفكرة برنامج"جرأة لكنها ممقوتة"، الذي يتناول سلسلة من السلوكيات السيئة منها ظاهرة الكتابة على الجدران، وأعدت البرنامج لجنة التنمية الاجتماعية في حائل. وأوضح ل"الحياة"رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الرئيسة في حائل عبد السلام سليمان العامر أن اللجنة قامت باختيار 6 مدارس ثانوية و10 متوسطات إضافة إلى عدد من المدارس الابتدائية للمشاركة في تفعيل البرنامج، وإيصال رسالته إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب للقضاء على الظاهرة التي شوهت المباني، وغرس القيم والسلوكيات الفاضلة التي أمر بها ديننا الإسلامي. من جهة أخرى نظمت لجنة التنمية الاجتماعية الرئيسية التابعة لمركز التنمية الاجتماعية في حائل مساء السبت، في مركز الأمير سلطان الحضاري عدداً من الفعاليات التي ركزت على ظاهرة الكتابة على الجدران، وتخلل الأمسية لقاء استشاري الطب النفسي في مركز النخبة الطبي الدكتور رأفت العويس الذي تحدث عن الأبعاد التربوية والنفسية لظاهرة الكتابة على الجدران وأبان في لقائه أن هذه الظاهرة ناتجة عن مرور الشاب أو المراهق بمرحلة جديدة يريد من خلالها البحث عن ذاته لتفريغ الشحنات الموجودة داخله من خلال الكتابة على الجدار. بعد ذلك أقيمت محاضرة بعنوان"الفاضي يعمل قاضي"للشيخ سليمان الجبيلان الداعية المعروف، تناولت الظاهرة من منظور شرعي على أنها نشأت كنتيجة للفراغ الروحي الذي يعاني منه الشباب... وأبان الجبيلان أن هذه الظاهرة تعتبر إقليمية تنتشر في كثير من المجتمعات. ووسط حضور كثيف ضاق به مركز الأمير سلطان الحضاري دوى التصفيق كثيرا للشاعرين براك الجرباء وفهد المبلع اللذين قدما عدداً من القصائد التي تتناول السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الشباب. وتحدث القاضي في المحكمة الكبرى في المنطقة، الشيخ عيسى بن عبدالله المطرود عن الرؤية الشرعية لظاهرة الكتابة على الجدران، مورداً بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنهى عن هذا العمل. وبين أسباب هذه الظاهرة والتي تنم عن ضعف أيمان فاعلها وقلة الوازع الديني داعياً إلى ضرورة احتواء الشباب واستغلال أوقاتهم في العمل النافع المفيد للمجتمع.