منذ ما يقارب سنة، قرأنا في"الحياة"خبراً مفرحاً، عن تبني مكتب التربية لدول الخليج مشروعاً خاصاً لمحو الأمية وتعليم الكبار والكبيرات، وإلى هذا التاريخ لم نسمع عنه شيئاً. ونتساءل ماذا حدث وما المعوقات؟ إن الأمية هي الأوسع انتشاراً في العالم العربي خصوصاً، فإذا كانت دولة كمصر لها جهود في محو الأمية لإزالة النسبة المرتفعة بما يوازي 40 في المئة تقريباً من السكان، فماذا عن دول الخليج؟ أذكر أن الرئاسة العامة لتعليم البنات سابقاً أصدرت في إحدى السنوات تصريحات وتعميمات، بأن الأمية النسائية ستنتهي في عام 1415ه أي قبل عشر سنوات، ولا تزال نسبة الأمية مجهولة لدينا في السعودية، إن خطة استراتيجية موحدة للخليج للقضاء على الأمية أو بالأحرى الحد منها أو الحد من التسرب اصبحت ضرورية. وكذلك حملة عامة وطنية في كل القطاعات والفئات، وخصوصاً المناطق النائية، لتعليم القراءة والكتابة أولاً. ما نحتاج إليه هو طرق وأساليب لا مناهج، فالأمية ما زالت منتشرة في العالم العربي ويقال إن هناك خطوات إيجابية في اليمن. أما تصريح د. سعيد المليص إلى"الحياة"قبل عام فما زلت أنتظر نتائجه، فليس لدى دول الخليج أهم من التعليم في هذه المرحلة الحرجة. الاستهانة بالأمية المنتشرة في قرى ومناطق خارج إطار المدن تحتاج إلى حملة وطنية، وقد استفزتني بشدة حالة مثل الخرخير التي لا تزال بلا تعليم في اجزاء منها وصعوبات أخرى، فكيف بمحو الأمية؟ وربما هناك مناطق أخرى تأخر بها التعليم لصعوبات! إن القرية التعليمية التي ننتظرها، وأنا شخصياً متحمسة لها، ما زالت غامضة، ولم نعد نسمع عن خطط عنها حتى في التصريحات! إن وضع استراتيجية موحدة لتعليم الكبار والكبيرات في الخليج عامة ستأتي نتائجه إيجاباً بالضرورة. أما لدينا في السعودية... فالأمر غير واضح، وأرقام الأمية غير واضحة في وزارة التربية والتعليم، ولم أسمع إلا خبر ترشيح مدير الشؤون المالية والإدارية في تعليم البنات نفسه للانتخابات البلدية. أرجو أن يكون شعاره"القضاء على الأمية". التعليم الإلزامي إلى السنة الرابعة على الأقل للبنين والبنات ربما أحد الحلول..! ثم نرجع إلى سؤالنا عن القرية التعليمية، وتحياتي لمكتب التربية العربي لأنه مشغول جداً عن التعليم!