الحمامة وحدها من وجدتها كاميرا"الحياة"في مخيّم أحد المرشحين بعد جولة استطلعنا فيها أجواء مخيّمات المرشحين قبل أقل من 24 ساعة من ساعة الصفر لبداية اقتراع الناخبين. المكان الذي كان يضج على مدى 12 يوماً بقصائد"أفحل"الشعراء وأبلغ الخطباء، لم يعد يسمع فيه غير هديل هذه الحمامة. وعلى رغم أن صوت الحمام يطرب صباح كل يوم جميل إلا أن نبرة من التفاؤل والسعادة كانت تملأ هديلها المتواصل. من المؤكد ليس هديل الحزن، فصخب برامج الحملات الانتخابية للمرشحين كان كفيلاً بإزعاج بني البشر فكيف بطائر يغنّي طوال ساعات اليوم؟"ولكن لا تفقهون تسبيحهم". هكذا بدت العاصمة الرياض يوم أمس وهي تودّع آخر يوم يسمح فيه للمرشحين بالإعلان عن برامج حملاتهم الانتخابيّة. المخيمات التي ظلّت تقدّم أشهى المأكولات، وتنظّر لقدرات المرشّحين الخارقة في جعل مقر المجلس البلدي المنتظر الفانوس السحري لتحقيق الرغبات والأمنيات، كان الصمت السمة الأبرز لها أمس. غادر الضجيج المواقع التي كانت صاخبة بكل وسائل"الإزعاج"المغلّف بحب الوطن, أملاً في الحصول على صوت ناخب في نهار هذا اليوم الموعود. وحرص المرشحون على الالتزام بقرار لجنة الانتخابات منع وجود أي مظهر إعلاني للمرشّحين بعد الثانية والنصف من ظهر أمس، وما قد يترتّب على مخالفيه من تبعات قد تعصف بأحلامهم في المنصب المنتظر، فأزالوا مخيماتهم ونزعوا صورهم وملصقاتهم التي كلّفت مئات الآلاف. وحده الترقّب سيغلب على مشاعر المرشّحين، حتى إعلان النتائج التي لم يبق عليها سوى ساعات قليلة، فلننتظر"إنهم منتظرون".