هطلت مشاعر مودة ومحبة على داعية سعودي هو الدكتور عايض القرني، بعد إعلانه اعتزال الظهور إعلامياً ودعوياً، في قصيدة"أبن فيها أيام النقاء والوفاء والمغاني الجميلة في ربوع بلاده جنوب السعودية في بلقرن". وبينما غمرت الجماهير السعودية شيخها بالرسائل على الهواتف النقالة وموقعه الإلكتروني. وواسى أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز الداعية القرني في مكتبه، داعياً إياه للعدول عما أعلن عزمه عليه من انعزال وانقطاع. لكن المثير للدهشة أن المجالس العامة والمنتديات الإلكترونية والكتاب والمثقفين أبدوا تفاعلهم مع ما أعلنه الداعية القرني إلا أن زملاءه الدعاة فضلاً عن المشايخ الكبار لم يعلن أي منهم موقفه أو تضامنه عبر وسائل الإعلام نحو موقف الجفاء الذي حمل القرني على اختياره العزلة. ويفسر أحد أصدقاء القرني الدكتور بكر بصفر موقف الدعاة من خبر اعتزال صديقه بأنهم"استغربوا ردود الأفعال، وظنوا القصيدة مجرد فيض مشاعر، ومداعبة من الشيخ لجمهوره، وشيئاً من الإعلان عن الهم الذي يعاني منه وبعض الضيق الذي يعتريه، فكان أن فرغ الشحنة في قصيدة جميلة، سيكسبها الجمهور، إضافة إلى شيخهم الذي سيعود هو الآخر، ولن يطول هجرانه". ورجح بصفر أن ينهزم القرني أمام فيض مشاعر محبيه وأن يعود إليهم مثلما كان،"فهم لن يستغنوا عنه، كما أنه أيضاً من الصعوبة بمكان أن يتحمل افتقادهم". أما الدكتور محسن العواجي وهو إحدى الشخصيات التي قيل إن اختلافها مع القرني اتسم بالقسوة فقال ل"الحياة":"شخصية عايض القرني أول من يعترض على قراره بالاعتزال إن صح الخبر، لأنه يدرك أن الاعتزال ليس من طبيعة الدعاة المحتسبين الصابرين على ما أصابهم، لأن ذلك من عزم الأمور، إضافة إلى أن الموقف فهم من خلال قصيدة، والشيخ شاعر مرهف الإحساس قد يكون أخذه الشعر إلى عالم الخيال، مهارة شعرية لا قناعة دعوية". وانتقد داعية سعودي فضل عدم ذكر اسمه"اعتبار اعتزال القرني شهراً في بيته قضية. الليبراليون الذين تفاعلوا مع قصيدة القرني اجتهدوا في توظيفه على اعتباره ضحية من ضحايا ما يسمونه بالرأي الديني المستبد، بسبب معارضة الدعاة لبعض آرائه التي يرون فيها شقاً للصف!". يذكر أن كتاباً سعوديين أعربوا عن تضامنهم مع الدكتور القرني واعتبروه ضحية من ضحايا الفكر المتشدد، على حد اعتبار الكاتب جمال خاشقجي. من جانبه رد الدكتور عايض القرني بابتسامة عندما أبلغته هاتفياً أنني سأكتب أنك"لم تستطع مقاومة طوفان محبيك، أو أن الحسم قد اقترب، وتسونامي المحبة داوى كل الجراح". وذكّر بعض الذين تحدثت إليهم"الحياة"الشيخ القرني بأن يقرأ كتابه"لا تحزن"، عسى أن يعدل نهائياً عن قراره.