مسافة زمنية طويلة تمتد لخمسة عقود منذ أن خرج "فرقنا" من القرية، و"فرقنا" هو زائر لا يعرف اسمه ولا نسبه، وإنما تعرف نبرة صوته وهو يجوب القرى مردداً"فرقنا... فرقنا"وعلى رأسه لفة من القماش بها بعض حاجات نساء القرية، من أقمشة وأدهان وعطور وأمشاط، وأغطية ولحف، وكان يوقت جيداً في مواعيده ويختار الزمن الذي هو مظنة توافر المال، واليوم استغنى الناس مع انتشار الأسواق عن فرقنا، وافتتحت بعض السيدات في القرى"بوتيكات منزلية"تمكّن كل النساء من قضاء حوائجهن من دون خجل وبالتقسيط المريح لسنوات خمس. وحمدة الفقيه واحدة من تلك السيدات اللائي امتهن التجارة المنزلية، وافتتحت بوتيكها في منزلها الواقع في قرية بشير التي تبعد عن الباحة ثلاثة كيلو مترات. تقول حمدة 48 عاماً"بدأت العمل في التجارة منذ 25 عاماً، إذ دفعتني ظروف الحياة الصعبة إلى العمل من المنزل لتوفير السيولة المادية اللازمة لمصاريفنا ومستلزمات الحياة". وتضيف"بدأت في شراء الأغراض النسائية كافة من عطور وأقمشة وملابس شتوية وأخرى صيفية بحسب الطقس، وبيعها لنساء القرية، ومع مرور السنوات اكتسبت شهرة كبيرة امتدت إلى القرى المجاورة لنا، وأصبح لديّ عميلات يحرصن على شراء كل ما يلزمهن من ملابس وعطور وأقمشة وغيرها من الملابس والمستلزمات النسائية كافة، وهذا دفعني للتوسع في تجارتي واحوّل منزلي إلى"بوتيك"، تقصده النساء في الأوقات جميعها". وبحسب حمدة فإن فكرة افتتاح البوتيك كانت لها أهداف متعددة، منها احساس العميلة بنوع من الخصوصية والراحة أثناء شراء السلع الموجودة في بوتيكها، وكذلك زيادة المعروضات، خصوصاً وأنها تقصد مدينة جدة كل شهرين أو ثلاثة لشراء أحدث ما يعرض في أسواقها. وتقول"أقصد مدينة جدة بين فترة وأخرى، خصوصاً مع اختلاف فصول السنة، وذلك بهدف توفير كل ما هو جديد من خطوط الموضة، وكذلك لإرضاء أذواق زبائني إذ أنني أحرص على شراء أنواع مختلفة من العطور، والأقمشة، وموديلات الملابس النسائية". وتضيف"في الإجازة الصيفية أحرص على شراء كل لوازم العروس خصوصاً وأنه موسم الزيجات والأفراح، كما أحرص على توفير جميع مستلزمات فصل الشتاء قبل دخوله، كما أوفر المستلزمات المدرسية كافة قبل بدء العام الدارسي". وتؤكد الفقيه"أن عملها في البيع والشراء، يوفر لها الربح الوفير".