على ضفة الجرح حيث اعتراك الأماني تأخر فجري طلوعاً فأجريت ذوب فؤادي دموعاً وغنيت ملء الليالي وأشعلت فيها حروفي شموعاً وما لي سوى الحرف حين تغيض الكواكب والحرف شمعة ... وللحلم رفرفة كلما أولغت في مدى الليل مد لها شركاً من وجوم وبات يحوم ولما همت وشوشات النجوم كما الكلب أقعى وأيقظ سمعه هدير البحار يسوق للشامتين انكساري ودمدمة الريح تعلن للكاشحين احتضاري ... وحين تسير المراكب تفلق جبهة هذا العباب ... وتهزأ بالريح ترسم في وجنة الزيف صفعة ... يقولون ها نحن للعابرين نشق الطريق ونعصر من كرمة الفن أشهى رحيق ... ونركض رغم القيود الخفية والظاهرية ركض الطليق ... فقلت اركضوا في مهامه من نزق لا تفيق ذرا حلمها عاصف الوهم تيهاً ويذرو خطاكم إلى غير رجعة تحدثني شفة الغيب أن المخاض عسير سيسفر عن غيمة من ضياء ... وأن الدياجي ستغرق في شبر ماء وأن الزمان سيغسل ما ران ذات عناء ويمسح دمعه أعيش على الوعد والوعد آت تلوح تقاسيمه في عيون الصباح وأسمع فيها تراتيل هارون ألمح سيف صلاح أعيش على الوعد والوعد نور سيفضح ألف مسيلمة مستكين وألف سجاح هنالك تبلى قلوب ويخسر من نبضه مستباح وطوبى لمن نال عزاً ورفعة على ضفة الجرح حيث الضباب كثيف حلفت على الشعر ألا يبوح فباح بما في جناتي وأقسمت أن يلزم الصمت لكن عصاني ... وطار يفتش عن لون وجهي وعن وجهتي عن لساني وقال: بملء فم الواثق الحر لا خير في العيش حين تباع وتشترى به القيم السامقات وحين تصير المبادئ سلعة