رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - يتناول عرض مسرحي فلسطيني من إنتاج مسرح الميدان في حيفا، بطريقة كوميدية ساخرة، أوضاع الأقلية الفلسطينية في إسرائيل. قدم العرض مساء أول من أمس على مسرح «سينماتك القصبة» في رام الله ضمن مهرجان «أيام المنارة المسرحية الدولي». ويجسد كاتب النص المسرحي علاء حليحل الذي أخرجه شقيقه عامر وقدمه خمسة ممثلين، جوانب كثيرة من حياة حوالى مليون ومئتي ألف فلسطيني يعيشون في إسرائيل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. واختار حليحل أن يعرض كل هذه التناقضات عبر لقاء تلفزيوني لنائب عربي في الكنيست الإسرائيلي على محطة السلام يظهر فيه صاحب المحطة وموظفتان واحدة منهما تتعرض لمضايقة صاحب المحطة الذي يواصل التحرش بها، وأخرى مغرمة بمقدم البرنامج التلفزيوني. ويتخلل البرنامج تقديم مجموعة من الإعلانات الهادفة التي يواصل معها الكاتب نقده للمجتمع. وتقدم المسرحية عضو الكنيست العربي، على انه صاحب شعارات رنانة يستخدم الحديث عن الأرض والوطن والنكبة، ما يتعارض مع سياسة المحطة الخاضعة للرقابة الإسرائيلية بحيث مع كل كلمة عن الوطن والنكبة يرن هاتف صاحب المحطة الذي سرعان ما يطلب من مقدم البرنامج اختيار مواضيع بعيدة عن السياسة. وقال الممثل دريد لدواي الذي أدى دور المذيع بعد العرض: «كل شخص في هذه المسرحية يمثل شريحة معينة من المجتمع، بدءاً من صاحب المحطة الفنان ميسرة مصري والنائب في الكنيست الفنان شادي فخر الدين. والقضايا التي تطرحها المسرحية كلها موجودة في مجتمعنا وعرضها بطريقة كوميدية هذه هي الترجيديا المضحكة». ويتعرف الجمهور الى تناقضات الأقلية الفلسطينية في الداخل من خلال مداخلات الممثلين في البرنامج التلفزيوني، ومنها سؤال الممثلة عنات حديد التي تؤدي دور موظفة في المحطة والحالمة دائماً بالسفر الى نيويورك، هل هي إسرائيلية أم عربية أم فلسطينية ليستمع الجمهور الى جواب طويل من النائب في الكنيست ليقول لها انها عربية فلسطينية، ولكنها إسرائيلية تكنولوجيا لأنها تحمل هوية إسرائيلية. وتتناول المسرحية قضية الحب بين أبناء الديانات المختلفة إذ لا يجد النائب حلاً لفتاة مسلمة تريد الزواج من شاب مسيحي، إضافة إلى نظرة المجتمع للمرأة، وكذلك الزي الذي تريده المرأة ليقدم المخرج زياً محتشماً سرعان ما يتحول الى ثوب سهرة. وأوضحت الممثلة حنان حلو التي أدت دور معدة البرنامج التلفزيوني، أن المسرحية تتناول الواقع العربي داخل إسرائيل، وقالت بعد العرض: «المسرحية تناقش كل المشاكل، الهوية وظروف العمل والتناقض الذي يعيشه الفلسطينيون واللغة». وتستخدم الكثير من المصطلحات العبرية في المسرحية. وأبدى الممثل التونسي توفيق العايب إعجابه بما وصل إليه المسرح الفلسطيني، وقال بعد مشاهدته العرض: «المسرح الفلسطيني يتطور ويقدم تجارب متنوعة. أعجبت كثيراً بمسرحية «العرس» للمخرج جورج إبراهيم التي عرضت في حفلة افتتاح المهرجان، وهو عرض تهكمي ساخر يقدم أشياء تراجيدية بطريقة ساخرة». وشارك العايب في مهرجان أيام المنارة المسرحية الدولي الذي انطلق في السادس من الشهر الجاري بمسرحية «مستر ميم» التي قدمها منفرداً بطريقة المونودراما التي عمل من خلالها على تعريف الجمهور الفلسطيني ببعض الكلمات التونسية التي تشتمل عليها المسرحية. وقال العايب عن مسرحيته: «ميم هي الحرف الأول من كلمة مواطن، وأقدم في هذا العرض هموم مواطن عادي في حياته اليومية من ركوبه الحافلة الى صندوق التأمين الى قضاء حاجاته والواجبات والحقوق». وأضاف: «كل جمهور له قراءته الخاصة لهذا العمل الكوميدي الساخر وله أن يربط كل مفهوم قدم بما يريد». وتخلل العرض المسرحي تقديم بعض فقرات السحر. وأمل العايب أن تتاح له الفرصة للعودة مرة أخرى الى رام الله للمشاركة في مهرجانات مسرحية، وقال: «سعيد جداً بهذه المشاركة، سعيد بوجودي في فلسطين... فلسطين لنا معها قصة... كبرنا على القضية الفلسطينية والمجيء الى هنا ليس شيئاً سهلاً المهم أننا هنا على أرض فلسطين مع الشعب الفلسطيني وسأكون سعيداً بالعودة الى هنا مرة أخرى». ويستمر مهرجان (أيام المنارة المسرحية الدولي) حتى 15 نيسان (أبريل) الجاري.