عند التجول في أجنحة دور النشر العربية المشاركة في معرض بيروت الدولي للكتاب، الذي لم يلاق في بدايته إقبالاً بسبب اغتيال النائب والصحافي جبران تويني، لا بد من أن تقودك قدماك أولاً إلى دور النشر الكبيرة، دائمة الحضور في المعارض الدولية للكتاب القاهرة، دمشق، الشارقة، أبو ظبي، الرياض، بيروت. وللبحث عن حضور الكتاب السعودي، الذي يطبع في شكل كبير في العواصم العربية، كان لزاماً البحث عنه في دور النشر اللبنانية، بدءاً بالمؤسسة العربية للنشر، التي وجدت أن رواية"وجهة البوصلة"لنورة الغامدي مازال الطلب عليه قائماً من هذه الدار، على رغم مرور ما يقارب أربع سنوات على صدورها. وكان هناك إقبال أيضاً على رواية"مزامير من ورق"لنداء أبو علي، وكذلك روايتي مها الفيصل" توبة وسلي"و"أطياف الظلال". و يمكن ملاحظة مستوى تدني الإقبال على كتب الشعر والقصص القصيرة، مقارنة بالرواية صاحبة الرواج الأكبر لدى القراء كافة، بتعدد فئاتهم وجنسياتهم. وشكّل البحث عن رواية"بنات الرياض"لرجاء الصانع، ظاهرة فريدة في معرض بيروت لهذا العام، ربما لم يشهد مثلها طوال تاريخه، والحال نفسها بالنسبة إلى الناشر دار الساقي، الذي أكد أنه لم يمر عليهم كتاب شهد رواجاً كهذا، إذ بلغت مبيعات الرواية أكثر من 15 ألف نسخة، بعد مرور أيام قليلة فقط على صدور الطبعة الثانية. ويليها في الرواج رواية"فسوق"لعبده خال، الصادرة حديثاً عن الدار نفسها. إضافة إلى الأعمال السعودية الأخرى من روايات، خصوصا لتركي الحمد وغازي القصيبي وزينب حفني. أما في دار الفارابي، فنطالع رواية جديدة لسيف الإسلام بن سعود، بعنوان"طنين"، ومن القراءة الأولى نجدها تتضمن سرداً تاريخياً لمرحلة من المراحل الثلاث للدولة السعودية. وبجوار هذا الكتاب ما زالت"سقف الكفاية"تتصدر مبيعات الفارابي، كرواية لكاتب سعودي سجل حضوراً مميزاً في وقت وجيز. وتتصدر المبيعات في مركز الدراسات مجموعة الدكتور عبدالله الطريقي الكاملة، مع كتاب"النخب السعودية"لمحمد بن صنيتان. ومن الإصدارات السعودية الأخرى، التي شهدها المعرض هذا العام، رواية"نزهة الدلفين"ليوسف المحيميد 2006، وتحضر مع بقية الروايات السعودية الصادرة عن رياض الريس للكتب. فيما برز كتاب"الإرهابي ال 20"لعبدالله ثابت، محوراً مهماً في أحاديث بعض المثقفين، خصوصاً في الأمسية الشعرية التي أقامها بعض الأدباء اللبنانيين للشاعرين العراقيين خالد المعالي وصمويل شمعون. و يذكر أن هذه الراوية صدرت حديثاً من دار المدى. أما عن الجناح السعودي الخاص بالجهات الحكومية والجامعات السعودية، فقد كان يشغل مساحة كبيرة، و تتصدره بعض الصور التراثية والعروض الإعلامية لثقافة الحج. واشتمل الجناح على الكتب الأكاديمية والعلمية التي لقيت إقبالاً كبيراً من المختصين. وفي لقاء عاجل مع الملحق الثقافي السعودي في بيروت، ذكر أن الجامعات اللبنانية كافة تحرص على كتب الجامعات السعودية، وتسعى دائماً للحصول على الجديد منها، أما الكتب الأدبية فقد نفدت، وغالبيتها حول تاريخ الجزيرة العربية، وأدب الرحلات.