يدي داخل جيبي. تبحث بسرعة عن مفتاح السيارة، بالكاد وصلت إليه، عالق بين أكوام الأجهزة الالكترونية. هاتفي جوال، أحدهما شخصي والآخر للعمل. مشغل للصوتيات MP3 PLAYER ، إضافة إلى سماعة"البلوتوث"وجهاز إنذار لحماية السيارة. وأيضاً جهاز تخزين FLASH MEMORY، كلها كانت في جيبي، بعض الأوراق المتناثرة زادت الأكوام. المحفظة أيضاً لم تنس حظها. هل أحتاج مع هذه الأكوام إلى أن أحمل حقيبة أختي؟ لن تمانع أختي كثيراً. ربما أحتار فقط في اختيار اللون. أشياء كثيرة وجدتها في جيبي. غدت من الضروريات التي لا يمكن للشباب أن يستغنوا عنها، كانت في وقت سابق من الأحلام أو الكماليات. "الووكمان"الذي كان يختال في جيوب الشباب في فترة سابقة، لن يجد له مكاناً في جيوبهم. سماعته السوداء التي تدل عليه، لن تجد مكان هي الأخرى في آذان الشباب. مشغل الصوتيات الصغير جداً، وسماعة البلوتوث فازتا في"عراك"التقنية. ماذا عن"البيجر"أيضاً؟"المشبك"الذي كان يتدلى من الجيب للدلالة عليه، ماتا سوياً في عراك مع الجوال أيضاً. لا ننسى الآلة الحاسبة أيضاً التي كانت شيئاً من الضروريات، وبقيت من"مخلفات"الماضي كما يصفها الشباب الذين يحملون الهواتف المحمولة. ضحكات كثيرة ستسمعها حولك لو هممت أن تخرج الووكمان أو البيجر، إذا كنت تحمل أحدهما إلى الآن. رسالة جوال أرسلتها لزملائي بسرعة... ما الذي تحمله في جيبك؟ الأشياء التقليدية مازلت مسيطرة. محفظة، علاقة مفاتيح، بعضهم يستخدم السبحة لكنه يضعها في السيارة بطبيعة الحال. السواك الذي كان ظاهراً في رمضان، يظهر أحياناً على استحياء في جيوب البعض، فيما يغيب عن جيوب الكثيرين، لارتباطه لديهم برمضان ربما. المدخنون لا يستطيعون التخلي عن الولاعة، أو الكبريت حتى لأصحاب المزاج، مع أن ولاعة السيارة تغني في كثير من الأحيان. إبراهيم يحمل هاتفه الجوال، ورقم معاملة متعثرة كما يقول، إضافة إلى فحص جديد لمقاس النظر لديه. مراد كان منظماً أكثر. إضافة إلى هاتفه الجوال، كان يحمل مفكرة تقليدية لم تستطع مفكرة الجوال أن تطغى عليها، والقلم الذي لم يتركه على المكتب كما يفعل كثير من الزملاء الذين سألتهم، كان متربعاً أعلى الثوب، كما يحمل الفلاش ميموري، وربع ريال حديد! حامد الذي يعمل في الصحافة وضع"بطارية"للمسجل، إضافة إلى قائمة بمصادره الصحافية، ومبلغ 60 ريالاً فقط، لأن بطاقة الصراف تفي بالغرض كما يقول، وهاتف الجوال بطبيعة الحال. مهند كان جيبه مزدحماً لدرجة أن أحد زملائه يصفه"بالمُعقب"يحمل قصاصات إعلانات، ومفكرة تقليدية. مشعل الذي لم يتجاوز 26 عاماً كان يحمل ثلاثة هواتف جوالة، وفلاش ميموري، إضافة إلى سند قبض، وبعض بطاقات الأعمال"بزنس كارد". المفاتيح الكثيرة التي يحملها عبدالرحمن في جيبه وألوانها المتعددة، تغري زملاءه دائماً بالسؤال عن عددها واستخداماتها. باستطاعة عبدالرحمن أن يخبرك عن استخدامات المفاتيح كلها. 26 مفتاحاً يحملها طوال الوقت في جيبه! ثلاثة مفاتيح لأدراج المكتب في البيت واثنان لمكتبه في العمل، كما أنه لا ينسى أن يحمل استمارة السيارة في محفظته، وأشياء كثيرة لا يحتاجها بشكل يومي، ولكنه"الاحتياط يا عزيزي"