أبرز اللقاء الأول لمشرفي مادة المكتبة والبحث العلمي الذي عقد في جامعة الملك سعود بالرياض، أمس الأول، الروح الفكاهية المرحة التي يتمتع بها وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقا وأستاذ كلية العلوم والمكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور علي النملة، الذي أكد أنه من الصعب ملاحقته والعثور عليه بين مجموعة من بني قومه. وقال خلال مشاركته بورقة عمل تحت عنوان «المكتبة الافتراضية» «لقد خرجت في إحدى الليالي الساعة ال 12 ليلا من شقتي بأمريكا وزوجتي عروس، تذكرت أني نسيت «الفاصلة» فلا بد أن أذهب إلى الجامعة لكي أضع «الفاصلة» لأنه ليس لدي كمبيوتر في الشقة، وما لزوجتي إلا الصبر وقالت هذا نصيبي، هناك معاناة». وأكد النملة أن الجاحظ قال في الكتاب الشيء الجميل لكن لو كان حيا هذا اليوم لذم «الفلاش ميموري» لأنه يحب الكتاب، وقد كان يذهب إلى الوراقين ببغداد ويقرأ الكتب التي ينسخونها ويكتفي بها، مضيفا أنه مات وهو في مكتبته عندما سقطت عليه كتبه. وقال النملة «أنا أنتمي إلى الجاحظ في هذا المشهد»، مشيرا إلى أن الزمن لم يسعفه للتشبث بالورق، لذا بات يحمل «فلاش ميموري» الذي يؤكد أنه يضيع دوما ما بين السبحة والمحفظة والأوراق، بيد أنه مجبر على حمله فليس أمامه خيار آخر. وعن التقنيات الحديثة أكد أنه يجهل الكثير منها «أخيرا ظهر آي باد وقبله اللابتوب، وأنا فهمي لها لا يتعدى حدود فهم جدتي لها، ولا أظن أن جدتي ماتت حسرة؛ لأن جدي رحمه الله لم يشتر لها آي باد». وقال النملة إن أحد المسؤولين عن المساجد يجمع تبرعات لشراء كمبيوترات لكي يقرأ الناس القرآن، ويضيف «في يوم جمعة صادف أن وجدت شابا في المسجد يتصفح هاتفه النقال، فقلت في نفسي هذا لا يستحي من نفسه ولا يخجل؛ لأنه فوت على نفسه الأجر بالتراسل مع أصدقائه، وعندما اقتربت منه وجدته يقرأ القرآن من الجوال، حينها أدركت أننا تطورنا بشكل كبير». من جهة أخرى، أجمع مشاركون في اللقاء، أمس، على أن «المكتبة والبحث» تعاني من نقص مصادر المعلومات وكتب المكتبات في المدارس، مشيرين إلى أن قوائم الكتب التي تزود منها المكتبات قديمة. وطالبوا بإدراج مادة المكتبة والبحث مادة أساسية في جميع المراحل التعليمية، وأكد إبراهيم عنبر العلي أن المكتبة هي القلب النابض للمدرسة إذا لم يوجد بالمدرسة مكتبة فبقاء الطالب في بيته أفضل من الذهاب إليها. مطالبا بتوفير بيئة ثرية بالمعلومات وتوفير جو تربوي داعم فتوفير جو تربوي مرح منضبط يساعد على الإبداع، كما طالب بضرورة إيجاد إنترنت في المكتبات.