تشير العديد من الدراسات إلى أهمية منح الأطفال الحب والعطف والحنان، وذلك من خلال أسرة الطفل عموماً والوالدين خصوصاً. فالحب والعطف والحنان من الحاجات الرئيسة، التي لا بد من إشباعها لدى الطفل، وذلك من خلال العديد من الممارسات، لعل من أهمها احتضان الطفل وتقبيله واللعب معه وفتح مجال للحوار الصادق معه. وللتشجيع الدائم للطفل في مقابل كل سلوك ايجابي يسلكه الأهمية نفسها، إذ يحقق التشجيع الثقة في النفس وتوكيد الذات. وفي مقابل ذلك، يحذر الخبراء من خطورة عدم تلبية تلك الحاجات، لأن تأثيرها في الطفل سيكون بالغاً، إذ يحاول الطفل إشباع تلك الحاجات بسلوك طرق سلبية، قد تصل إلى العنف والسرقة والكذب، وهذا في الغالب يظهر لدى الأطفال الأولاد، أما بالنسبة إلى البنات فيكون من خلال المعاكسات وتكوين علاقات عاطفية مع الجنس الآخر. إضافة إلى أن عدم تلبية تلك الحاجات يجعل الطفل ضعيف الشخصية وغير واثق بنفسه، انطوائياً وغير مدرك لذاته، والأخطر من ذلك أن عدم تلبية تلك الحاجات يظهر على شكل مشكلات وأمراض نفسية واضطراب في الشخصية عند الكبر، وأكبر شاهد على ذلك ما نجده من معاناة بعض كبار السن من مشكلات وأمراض نفسية، والتي غالباً ما يكون سببها الرئيس طرق التربية في مرحلة الطفولة، إضافة إلى عدم تلبية تلك الحاجات. لذا، فقد ننصح الآباء والأمهات بالقراءة والاطلاع على الكتب والدراسات المتعلقة بطرق وأساليب وفنيات التربية الحديثة، وكذلك حضور المحاضرات والندوات المتعلقة بمجال الطفولة، لأن في ذلك تقوية وتعزيز للجوانب الثقافية لدى الوالدين، ما يجعلهما يحسنان تربية أبنائهما ويجنبانهم الانحرافات السلوكية والمشكلات النفسية في مستقبل حياتهم. باحث في شؤون الطفولة