أفسد موعد امتحان نهاية الفصل الأول الذي أقرته وزارة التربية والتعليم، حلم فاطمة خليل 28 عاماً بالسفر في إجازة الحج التي ستحل بعد ثلاثة أسابيع. فهي رسمت خطتها منذ بداية العام الدراسي، لتسافر الى دولة عربية، لكن الامتحان فرض عليها إلغاء الخطة والبقاء في المنزل والتفرغ لمتابعة اطفالها اثناء مراجعتهم دروسهم للامتحان. وتبرر ذلك بأن"ترك الأولاد من دون مذاكرة طيلة فترة الإجازة، سيجعلهم ينسون ما تعلموه في الشهور الماضية". ولم تنسَ فاطمة بعد، ما خلفته إجازة شهر رمضان وعيد الفطر، من تأثير سلبي على نتائج أبنائها في امتحان منتصف الفصل بعد عودة الدراسة، ولن"تكرر النتيجة مرة أخرى في هذه الإجازة"كما تقول فاطمة. وتضيف"تسببت الإجازة في أزمة تعليمية في البيت، إذ بعد أن اكتشفت تدني مستوى الأبناء وعدم تذكرهم لكثير من الدروس، قمت بتكثيف المراجعة والمذاكرة ليل نهار، حتى اجتزنا الأزمة بنتيجة ممتازة". ولم تحصل فاطمة على أي"جائزة"من المدرسة أو من زوجها وأبنائها على جهدها، وتضحك حين تقول:"نحن من يتعب وفي الأخير يتوجه الشكر إلى المعلم". ويعتري بعض المعلمين ذلك القلق الذي من أجله ألغت فاطمة إجازتها، ولكنهم بالتأكيد لن يفسدوا إجازتهم من أجل بعض الطلاب غير المبالين بالنتائج. وعلى رغم ذلك تجد بين المعلمين من يبكي أطلال الدراسة وأوراق الامتحان شبه الخالية من الإجابات الصحيحة. ويعتقد المعلم علوي إبراهيم 35 عاماً أن"الطلاب لن يهتموا بالمذاكرة في الإجازة، لذلك ستكون نتائجهم سيئة في الغالب، إذ الفاصل بين الانقطاع عن الدارسة والعودة للامتحان مباشرة غير جيد"، معتبراً أن"توقيت الإجازة سيئ"، مفضلاً أن يكون إجراء الامتحان قبل الإجازة مباشرة. ويذكر أن هذه المشكلة واجهها الطلاب في إجازة شهر رمضان، ما دعا بعض المعلمين إلى إعطاء درجات أكثر مما حصل عليه الطالب في ورقة الامتحان. ويرى أن"هذا الأمر غير صحيح ولكن لو ترك تحديد نتائج الطلاب لورقة الامتحان لكانت مأساة بكل معنى الكلمة". ويشمل الخوف من نتائج الطلاب المتدنية بعد العودة من الإجازة غالبية المدارس في المنطقة، ولكن لا يوجد حل لهذا الواقع غير تكثيف الأسر الاهتمام في مراجعة الدروس. ويقول إبراهيم إن"من الصعب أن يسيطر الأهل على أبنائهم وتعليمهم، وبخاصة أن الطلاب يعتقدون أن الإجازة تعني التحرر من كل قيود الدراسة، وأنها وقت للعب والرحلات والسفر، وقيام الأهل بالضغط عليهم في المذاكرة يعني بالنسبة لهم السير في عكس التيار". ولا يخفي اعتقاده بأن يكون ترتيب الامتحانات مباشرة بعد الدراسة من دون فاصل يمتد لأكثر من أسبوع أفضل من كل النواحي، ويبرر ذلك ب"إمكان مراجعة المعلمين للطلاب قبل الامتحان". وعلى رغم الخوف المسيطر على البعض، إلا أن هناك ما يخففه قليلاً، ويتمثل ذلك في اهتمام الأسرة والضغط على أبنائها في المراجعة. ويشير إبراهيم إلى أن نتائج بعض الطلاب في امتحان منتصف الفصل الذي أعقب العودة من إجازة العيد كانت جيدة، ويعود ذلك إلى الأسرة التي حافظت على مستوى أبنائها في المراجعة، ولكن ذلك لم يحدث لكل الطلاب، وبخاصة في المراحل الابتدائية والمتوسطة، إذ يستثنى منهم طلاب الثانوية والجامعات، باعتبار أنهم أكثر وعياً بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وبأهمية التحصيل العلمي. ويوضح أن"الأسرة التي تتمتع ببعض الوعي والثقافة لن تؤثر فيها الإجازة، إذ ستهتم في شكل مباشر بأبنائها، وعلى العكس من ذلك الأسر التي لا تتمتع بذلك الوعي، فستكون النتائج سلبية بكل تأكيد". وينتظر قليل من الطلاب انتهاء الإجازة لتأدية الامتحان، فيما الأكثر ينتظرها ولا يفكر متى تنتهي، ولماذا تنتهي مادام الجو جميلاً!