أعلن المدير العام للمياه في المنطقة الشرقية المهندس عبد الرحمن المانع، أن مديريته"شرعت بالفعل في اجراءات سحب مشروح الصرف الصحي في حي النزهة في مدينة المبرز في محافظة الأحساء من المقاول المنفذ". وقال المانع تعليقاً على موضوع نشرته"الحياة"تحت عنوان"توقف العمل في المشروع يهدد بكارثة في الأحساء":"المقاول تقدم بطلب للحصول على فرصة ومهلة أخيرة لإكمال تنفيذ المشروع، دون تخاذل بعد أن اعتذر عن التقصير السابق الذي سيحاسب عليه نظامياً". وأضاف أن المقاول"قام برفع مستوى إمكاناته ما دعا المديرية لإعطائه فرصة أخيرة للتأكد من جديته حيث إن إجراءات سحب المشروع تتطلب الكثير من الوقت لإتمام ترسيته مرة أخرى، ما يؤخر إفادة أهالي الحي من الخدمة، علماً بأننا ماضون في إجراءات السحب حتى يتم استكمالها وعند ذلك يتم تقويم ما أنجزه المقاول خلال المهلة الممنوحة له وينظر في مدى استمراريته أو وقفه عن العمل وإسناد المشروع لمقاول بديل". وكانت"الحياة"أشارت في تقريرها الى أن توقف العمل في مشروع لإنشاء شبكات لتصريف مياه الصرف الصحي، يهدد بكارثة ذات أبعاد بيئية وصحية على سكان حي النزهة في مدينة المبرز محافظة الأحساء. وأعلن المانع قبل شهرين، سحب العمل في مشروع تصريف المياه في حي الراشدية والنزهة، من المقاول المنفذ له، وتحويله إلى مقاول آخر، على أن يتحمل الأول تكاليفه، التي بلغت نحو 20 مليون ريال. وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع قبل توقفه نحو ثلاثة في المئة، على رغم أن المقاول تسلمه منذ نحو ثلاث سنوات. وتوعد مدير المياه في الشرقية أثناء جولته التفقدية على مشاريع المياه في الأحساء ب"تطبيق أحكام صارمة ضد المقاول الأول". بيد أن شيئاً من ذلك لم يحدث، لتبقى معاناة أهالي حي النزهة مستمرة منذ نحو 28 عاماً. ويسكن في الحي نحو 25 ألف شخص، ويصل عدد منازله إلى نحو 2700 منزل. ويعتبر من الأحياء القديمة والنموذجية في التخطيط. ويعالج مشروع شبكات الصرف الصحي المتوقف مشكلة مزمنة في الحي، تتمثل في طفح مياه الصرف، التي حولت الشوارع إلى برك ومستنقعات مياه آسنة، تطفح في شكل دائم، خصوصاً في مواسم الأمطار. وأكد مواطنون ل"الحياة"أن ما أعلنه المدير العام للمياه لم ينفذ، فالمشروع لم يسحب من المقاول السابق، كما لم يتم تسليمه إلى مقاول آخر. وتسبب توقف العمل في مشكلة أخرى لأهالي الحي، الذين عبروا في مجالسهم عن استيائهم من بقاء الحفريات ومعدات المقاول بين المنازل. وتسود مخاوف بين الأهالي من تزايد ظهور المياه بين المنازل، ما يتسبب في ظهور الأوبئة، خصوصاً"اللشمانيا"، كما يبدون خوفهم من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري. ويلجأ سكان الحي وزواره إلى وضع أيديهم أو مناديل على أنوفهم، في محاولة للتخفيف من استنشاق الروائح الكريهة. وأشار محمد الحسن إلى أنه يلجأ إلى استخدام الكمامات المخصصة لامتصاص الروائح الكريهة. ويتوقع توفيق المهنا أن تحل في حي النزهة كارثة بيئية وصحية، تهدد أعداداً كبيرةً من السكان بالإصابة بأمراض خطرة، بسبب استمرارية طفح مياه الصرف الصحي وانبعاث الروائح الكريهة، خصوصاً في ظل التقاعس والإهمال في شفط البيارات في الحي، ومحدودية أعداد صهاريج الشفط، إلى جانب تقادم غالبيتها وتهالكها. وطالب جميل البخيتان ب"ضرورة مراجعة سريعة للمشكلة، والوصول إلى طريقة يتم بها تنفيذ المشروع، ودرس جيولوجية الحي لعلاج هذه المشكلة، التي عانى منها الحي طويلاً، وجعلت الكثير من السكان يفكرون في الانتقال من الحي". وقال:"إن محاولات سحب المياه الآسنة، بواسطة المضخات ونقلها إلى مواقع أخرى لا يمكن أن تكون العلاج الناجع للمشكلة، فالمياه الآسنة أغرقت الحي، نتيجة تسرب المياه الجوفية". وأشار عبدالله العلي إلى أن طفح بيارات الصرف الصحي في شوارع الحي، تسبب في تشقق طبقة الإسفلت، وتكوين مستنقعات مياه آسنة تكثر فيها الآفات والحشرات الناقلة للأمراض. ورجح حدوث التماس كهربائي في حال تسرب المياه إلى الأسلاك الكهربائية المدفونة.