تهدد كارثة ذات أبعاد بيئية وصحية سكان حي النزهة في مدينة المبرز محافظة الأحساء، بسبب توقف العمل في مشروع لإنشاء شبكات لتصريف مياه الصرف الصحي. وأعلن المدير العام للمياه في المنطقة الشرقية المهندس عبد الرحمن المانع قبل شهرين، سحب العمل في مشروع تصريف المياه في حي الراشدية والنزهة، من المقاول المنفذ له، وتحويله إلى مقاول آخر، على أن يتحمل الأول تكاليفه، التي بلغت نحو 20 مليون ريال. وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع قبل توقفه نحو ثلاثة في المئة، على رغم أن المقاول تسلمه منذ نحو ثلاث سنوات. وتوعد مدير المياه في الشرقية أثناء جولته التفقدية على مشاريع المياه في الأحساء ب"تطبيق أحكام صارمة ضد المقاول الأول". بيد أن شيئاً من ذلك لم يحدث، لتبقى معاناة أهالي حي النزهة مستمرة منذ نحو 28 عاماً. ويسكن في الحي نحو 25 ألف شخص، ويصل عدد منازله إلى نحو 2700 منزل. ويعتبر من الأحياء القديمة والنموذجية في التخطيط. ويعالج مشروع شبكات الصرف الصحي المتوقف مشكلة مزمنة في الحي، تتمثل في طفح مياه الصرف، التي حولت الشوارع إلى برك ومستنقعات مياه آسنة، تطفح في شكل دائم، خصوصاً في مواسم الأمطار. وأكد مواطنون ل"الحياة"أن ما أعلنه المدير العام للمياه لم ينفذ، فالمشروع لم يسحب من المقاول السابق، كما لم يتم تسليمه إلى مقاول آخر. وتسبب توقف العمل في مشكلة أخرى لأهالي الحي، الذين عبروا في مجالسهم عن استيائهم من بقاء الحفريات ومعدات المقاول بين المنازل. وتسود مخاوف بين الأهالي من تزايد ظهور المياه بين المنازل، ما يتسبب في ظهور الأوبئة، خصوصاً"اللشمانيا". كما يبدون خوفهم من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الري. ويلجأ سكان الحي وزواره إلى وضع أيديهم أو مناديل على أنوفهم، في محاولة للتخفيف من استنشاق الروائح الكريهة. وأشار محمد الحسن إلى أنه يلجأ إلى استخدام الكمامات المخصصة لامتصاص الروائح الكريهة. ويتوقع توفيق المهنا أن تحل في حي النزهة كارثة بيئية وصحية، تهدد أعداداً كبيرةً من السكان بالإصابة بأمراض خطرة، بسبب استمرارية طفح مياه الصرف الصحي وانبعاث الروائح الكريهة، خصوصاً في ظل التقاعس والإهمال في شفط البيارات في الحي، ومحدودية أعداد الصهاريج.