اعتادت خالدة التركي شراء ألبسة أبنائها السبعة واختيارها، منذ نعومة أظافرهم، ويقول ابنها الأكبر محمود:"إذا أردت خياطة ثياب، أخذت عينات من القماش الذي سأشتريه، وأحضرتها لوالدتي، لتختار أي نوع من الأقمشة، وتحدد لي الألوان أيضاً". بداية خالدة في اختيار الثياب ونوعها كانت مع زوجها، ثم اعتادت ذلك، وربما ورثت ذلك من والدتها. وتقول:"لم يكن في السابق هناك محال تجارية كما هو موجود الآن، فكنا نتجه إلى محال صغيرة، أو ننتظر قدوم الباعة إلى المنزل، ونختار القماش واللون، ونقوم بخياطته في المنزل". تركت خالدة الخياطة، ولكن لم يدعها زوجها وأبناؤها ترتاح، فما زالوا يلجأون لها في اختيار الأقمشة، فهي من تتبضع لهم، وعادة ما تأخذ مقاس زوجها من أحد ثيابه القديمة، وتساوم البائع على ثمن الثياب، حتى تحصل عليه بسعر ترى انه معقول. وتبحث خالدة بين"الماركات"الجاهزة من الثياب، وحين لا تجد ما يناسب تتجه إلى محال الخياطة. ولا يقتصر دورها على اختيار الثياب، وإنما انتقل إلى أمور أخرى، على رغم أنها من شأن الرجال، إلا أن خالدة لا تجد حرجاً في دخول هذا المعترك، فتختار الأشمغة والعقال و"الكبكات"لزوجها وأبنائها. وتضيف"أذهب مرتين في السنة لمحال الكماليات الرجالية، لشراء ما ينقص زوجي وأبنائي، واختار الشماغ بحسب صناعته ونوعية قماشه ومدى جودته". وترى أن هذه الأمور"تخص النساء، لأن ذوق النساء أفضل من الرجال في معرفة جودة الأقمشة، والدقة في طريقة الخياطة، وهناك محال خياطة رجالية، ولكن من يقوم بالخياطة فيها نساء". ولا تختلف الحال كثيراً لدى منيرة عبدالله 36 عاماً، التي يجبرها زوجها على إدخال ذوقها على لباسه، وأن تعتاد ذلك. وتقول:"منذ بداية زواجنا وهو يؤكد على ضرورة اهتمام الرجل بلباسه، من أجل زوجته، لذلك يجب أن تشاركه في اختيار ما يرتديه". وتشير إلى أنه في البداية كان يأخذها معه للتبضع، أو حين ينوى خياطة ثياب"كان يتعمد الذهاب معي، ويذكر أنه لا بد من أخذ رأيي في ما سيشتريه". وتضيف"أصبحت الآن أضع في الحسبان وقتاً للتبضع له، مثل ما أحسب لأبنائي، كأن أحدد يوماً خاصاً لزوجي، لشراء جميع ما ينقصه، سواءً من خياطة ثياب أو شراء كماليات، وأتابع الجديد له من الأقمشة حتى يكون دائماً في أفضل صورة". بيد أن مضاوي تقف على النقيض من خالدة ومنيرة في الاهتمام بزوجها وأبنائها، لناحية الملابس. ومضاوي أم لثلاثة ذكور وفتاتين. وتقول:"أهتم بمظهر زوجي العام، وأرشده للأفضل، ولكن لا أعمد إلى المحال التجارية، لشراء ما يلزمه، فهو رجل يعرف أفضل مني ما يناسبه هو وأبناؤه". ولكنها لا تتركه يختار بنطال"الجينز"لنفسه، إذ تعتقد أن ذوقها أفضل منه.