مع قرب نهاية شهر رمضان المبارك تشهد جميع الأسواق والمراكز التجارية والمحلات عودة مشكلتي الفوضى والازدحام، وذلك لارتفاع معدلات الحركة الشرائية نتيجة إقبال العديد من النساء والرجال على شراء كسوة العيد. هنا نعود للخلف قليلًا لنسترجع بعض أقدم محلات الخياطة الرجالية التي عرفتها مدينة جدة في السابق قبيل الامتداد البشري الكبير والتوسع العمراني الحالي حيث كانت البساطة هي العنوان الأقرب لكل شيء. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في حي «الهنداوية» أحد أشهر الأحياء القديمة بمدينة جدة والذي عرف منذ القدم وإلى وقتنا الحالي بجودة الأقمشة في محلاته وارتفاع الطلب على الخياطة بها في كل موسم. بداية تحدثنا إلى العم فارس الشميري وهو من أقدم الخياطين في المنطقة حيث عاصر هذه المهنة منذ ما يقارب الأربعين عامًا، وقد استهل حديثه بقوله: «بفضل الله تعالى وتوفيقه استطعت خلال السنين الماضية أن اصنع اسمي لدى العديد من الزبائن الذين لا يزالون يحرصون على خياطة ثياب مناسباتهم المختلفة لدينا». وعن ارتفاع أسعار الخياطة المتزامن مع الشهر الفضيل قال: «الأسعار لدينا مناسبة لجميع الرجال والشباب والأطفال ولم يبد احد من عملائنا امتعاضا منها، ويرى الجميع أنها مناسبة لمختلف الفئات، سواء كانت الخياطة بسيطة او مكلفة بحسب نوع القماش والتطريز، والأمر قد يختلف حينما يكون التطريز بشكل مغاير ومبهرج، حيث يكون السعر أعلى من المعتاد عليه». الأبيض في الصدارة وعن أكثر الطلبيات التي يحرص عليها الرجال والشباب بخصوص الأقمشة والألوان المطلوبة قبيل العيد قال: «لكل شخص ذوقه الذي يميزه عن الآخرين، وبشكل عام نحن نحرص على إرضاء الزبون قدر الإمكان، ولم تواجهنا أي طلبات غريبة في الثياب، فالثوب العادي» الأبيض اللون «ما زال يحتل صدارة الطلبيات للعيد من قبل العديد من الزبائن». وأشار إلى مشاركة أبنائه له في المحل وذلك لمحبتهم لمهنة الخياطة ورغبتهم في السير على خطى والدهم الذي سبقهم منذ سنين. من جهته ذكر محمد الشميري أن الأسعار حاليًا تكون تقريبا بقيمة مئة وعشرة ريالات للصغار بينما تكون أسعار ثياب الرجال ما بين المائة والعشرة إلى المائة والخمسين ريالا، وللعميل حرية اختيار القماش واللون والتطريز. وعن اختلاف الأسعار ما بين جنوب وشمال المنطقة قال: «لله الحمد لدينا العديد من الزبائن الذين يأتون من الشمال للخياطة لدينا، وذلك للمدة الزمنية التي أهلتنا لكسب ثقة عملائنا، وهناك بعض محلات الشمال قد تبلغ تكلفة الثوب الواحد فيها أكثر من الفي ريال، فيما نحن نختصرها إلى أقل من ذلك». بدوره قال صالح الحربي: «أسكن الهنداوية منذ الصغر وبالرغم من انتقالي إلى حي الرحاب شمالا إلا أنني ما زلت أحرص على خياطة ثيابي هنا، وذلك لوجود عنصري التوفير والثقة مع محلات الخياطة. وأكد على كلامه العم سالم الجهني قائلا: في ظل الغلاء الذي نعيشه تظل الأسعار في الجنوب هي الأفضل لمتوسطي الحال.