قتلوك... فليقتلهم الله جميعاً... وليشتت شملهم. قتلوك يا من جاهدت في أكثر القلاع شراسة وحقداً واستطعت أن تغير قناعات الكثيرين في هوليوود وجميع أنحاء العالم. أنني أسأل: من كمثل مصطفى العقاد جاهد مدافعاً ومعتزاً بدينه وانتمائه في تلك البلاد التي لا يجاهر أحد بشرف الانتماء لعروبته فيها لكثرة هزائمها وأخطائها؟ لقد كان مصطفى العقاد مجاهداً حقاً... منتصراً لدينه الإسلامي ولانتمائه ولعروبته... من دون كلل أو ملل... جسَده بصراعه الدائم منتصراً على الآخرين في أميركا وأوروبا... وعظمة الانتماء كانت في فيلمي الرسالة وعمر المختار. يا للسخرية! نهاية مصطفى العقاد تكون بانتحاري عابث ذي فكر ملوث وروح شريرة ودم بارد وجسد تافه معبئ بالمتفجرات. إني ممن كان يبرر لهؤلاء المارقين بعضاً من أفكارهم لو كان جهادهم ضد اناس أمثال رامسفيلد وشارون ومن على شاكلتهم من الكارهين والحاقدين والمتطاولين على ديننا وعروبتنا. أما أن يتسببوا في قتل مصطفى العقاد، فلا أملك إلا أن أدعو الله أن يشتت شملهم ويلحق بهم كل الهزائم ويجعل مأواهم جهنم وبئس المصير. فقدنا بفقدانه مجاهداً وبطلاً قلما تجود به بطون الأمهات في هذا الزمن الأغبر... في فترة نحن أحوج فيها إلى الكثيرين من أمثال مصطفى العقاد... ماذا نقول لمن كانوا يقارعونه ويناطحونه بأفكارهم، أمام كل الأعداء، بأن الإسلام دين العنف والشراسة, وأن العروبة هي التخلف والانهزام؟ إن قتل مصطفى العقاد قدم أعظم الخدمات وأقوى المبررات لكل الكارهين والحاقدين لهذا الدين ومبادئه العظيمة. بقتلك دمروا أعظم الجبهات المدافعة صموداً... لقد كنت بطلاً بقيمك وأخلاقك ومفاهيمك وصراعك، كصلاح الدين مدافعاً ومنتصراً في بلاد الاغتراب. لقد كنت لوحدك جيشاً جراراً من المجاهدين الأبطال في حلبات الصراع مع المعادين والمعاندين لمبادئ وقيم هذه الأمة، التي كنت أنت جزءاً أساسياً فيها. قتلوك أو قتلت بسببهم - قاتلهم الله - إن خسارتنا عظيمة ومصابنا جلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون, محمود ريحان - مثقف عربي