وسط أجواء يسودها الحذر والترقب والخوف من المفاجآت، يدخل ممثل الكرة السعودية النصر مساء اليوم، امتحاناً حقيقياً لقدرات مدربه البرتغالي ماريانو، وقدرته على التعامل مع مثل هذه اللقاءات المهمة والمصيرية، عندما يلاقي اولمبيك أسفي المغربي، النادي الذي لم يكمل عامه الخامس في دوري الدرجة الأولى المغربي، ويعد أحد الأندية المغمورة هناك، إذا ما قورن بأندية الوداد والرجاء التي تمتلك شعبية كبيرة، وهي معروفة على الصعيدين العربي والافريقي. الضيف صاحب الحظ الأوفر في التأهل، يلعب وفي جعبته العديد من الفرص في هذه المباراة، بعد ان استطاع ان ينهي لقاء الذهاب لمصلحته بهدفين من دون مقابل، سجلا بواسطة لاعبيه الصاعدين محسن القرني وسعد الحارثي، وهما كفيلان بنقل الفريق إلى الدور الثاني، متى لعب الفريق بواقعية، وبحسب إمكانات لاعبيه، وفرض اسلوبه داخل أرض الملعب. ماريو مطالب في هذا اللقاء بعدم الاستكانة إلى الدفاع، وانتهاز الهجمات المرتدة، فربما كانت هذه الطريقة هي الأسهل للفريق المغربي، وكل ما يخشى على النصراويين منه هو عدم استقراره على تشكيل معين، ففي كل لقاء يكون هناك تغيير كبير في العناصر، ما أثر في استقرار الفريق وتجانس لاعبيه. وبالنظر إلى خطوط النصر، نجد ان الحراسة مطمئنة بوجود الخوجلي، الذي لعب دوراً كبيراً في خروج فريقه فائزاً في لقاء الذهاب، ويقف امامه رباعي الدفاع بقيادة العملاق محسن الحارثي، الذي أعاد إلى دفاع النصر هيبته في لقاء الذهاب، وستكون للمدرب فرصة اختيار من يقف بجانب محسن، من بين الغاني كولمان وحمد الصقور، وان كانت الأظهرة ستوكل مهامها للسلامة في اليمين، والصاعد أحمد سعد لليسار، أما خط المنتصف النصراوي الذي يحبذ المدرب ان يقف فيه خمسة لاعبين، فتبدو حظوظ فيصل سيف وبدر الحقباني ومحسن القرني وأحمد الخير وماطر، هي الأوفر، وتبقى ورقتا جيري وبندر تميم للمشاركة كدعم إضافي للفريق، ويبقى سعد الحارثي وحيداً في خط المقدمة، منتظراً المساندة الخلفية من زملائه لاعبي الوسط. أما اولمبيك أسفي فظهر بشكل جيد في لقاء الذهاب، وهدد المرمى الأصفر كثيراً، ولولا سوء تعامل لاعبيه مصطفى القبي ونجيم صغيرون مع الفرص التي تهيأت لهم، لحقق الفريق نتيجة ايجابية، أما مدربه عبدالعزيز عامري الذي يفضل طريقة 4-4-2، فسيجد نفسه في مأزق تعويض غياب لاعب وسطه الخطر نجيم صغيرون، الذي خرج في اللقاء الماضي بالبطاقة الحمراء. الجدير ذكره أن مشاركات النصر عربياً لم تتوج بأية لقب إذ حقق لقب الوصيف في البطولة العربية لأبطال الكؤوس عام 2001 بالرياض، والوصيف في بطولة النخبة بسوريا في العام ذاته وخرج من النصف نهائي مرتين الأولى في دبي عام 92 في منافسات البطولة العربية لأبطال الدوري، والطريف أنها كانت أمام الأولمبيك البيضاوي المغربي بضربات الترجيح أما الخروج الآخر فكان عام 96 أمام منافسه التقليدي الهلال في الرياض عندما تغلب عليه بضربات الترجيح، وتعد المشاركة الحالية للنصر في البطولة العربية هي الخامسة. وسيقابل المتأهل من هذا اللقاء نظيره الوحدات الأردني أو الأهلي البحريني في دور الثمانية، وسيحدد مكانها في القرعة التي ستحتضنها مدينة الرياض نهاية الشهر الجاري.