أصبح نظام الدفع بالتقسيط الحل الأنسب لكثير من فئات المجتمع السعودي للحصول على الكثير من الأغراض, مثل السيارات والسكن، أو لحل مشكلاتهم المادية المتعلقة بالتعليم بمختلف مراحله, وكذلك لتأمين اللوازم المنزلية من مفروشات وأجهزة كهربائية، وغيرها. ويفضل البعض الاستعانة بالبنوك لتأمين هذه الخدمة على رغم نسب الفائدة العالية التي تحصلها، فيما يميل البعض إلى التعامل مع الشركات التي تقدم منتجاتها وخدماتها بالتقسيط بشكل مباشر, وهناك آخرون يحبذون التعامل مع أناس يعرفونهم جيداً. ويذكر أحد موظفي الشركة السعودية للاتصالات فهد الغامدي 24 عاماً أنه قبل إقدامه على الزواج من قريبته وجد نفسه لا يملك الرصيد الكافي لقضاء حاجات الزواج ابتداء من المهر ومروراً بتكاليف ليلة العرس وانتهاء بمستلزمات المسكن الجديد المستأجر. ويقول:"لم أجد مخرجاً سوى باللجوء إلى البنك الذي أتعامل معه في تسلم رواتبي الشهرية, فبعد تفكير عميق قررت أن أطلب سلفة مقدارها 80 ألف ريال، على أن أسددها مع الفوائد على خمس سنوات". ويوضح المدرس في إحدى المدارس الثانوية في مدينه الرياض خالد الفهيد 23 عاماً أنه بعد تخرجه من كلية المعلمين والتحاقه بوزارة التربية والتعليم، رغب في امتلاك سيارة خاصة, ويقول:"لم أكن أملك المبلغ الكافي لشراء سيارة جديدة ورفض والدي أن أتعامل مع البنوك فاضطررت إلى البحث عن شخص يبيعها لي بالتقسيط المريح، وأخيراً وجدت ضالتي في زميل في العمل". وتؤكد الموظفة في أحد البنوك هدى الشعار 26 عاماً أنها استفادت من هذا النظام كثيراً في حياتها, إذ انها استطاعت أن تبني منزلاً لأبنائها بعد وفاة زوجها، من قرض من البنك الذي تعمل فيه, وتقول:"واجهت معارضة كبيرة من أهلي الذين رفضوا في البداية فكرة الاقتراض من البنك، لكن بعد أن شرحت لهم صعوبة موقفي وحاجتي الماسة إلى منزل لي ولأبنائي، وأنها الطريق الوحيدة التي أستطيع من خلالها شراء هذا المنزل". ويذكر الموظف في وزارة المياه والكهرباء فهد العيد 35 عاماً أن"مراجعة عيادات الأسنان مكلفة في الغالب وتحتاج إلى مبالغ قد لا يستطيع المواطن العادي توفيرها ببساطة, ومع ذلك تقدم بعض العيادات فرصة المراجعة والعلاج بالتقسيط".