استحوذ “التقسيط” على فكر كثير من الأسر التى طوقتها أعباء الديون وحاصرها غلاء المعيشة، وقال المواطن محمد علي الجهني: منذ عامين احتجت إلى شراء سيارة جديدة فلم املك ثمنها مما اضطرني للاستدانة من البنك خاصة وان راتبي لا يتجاوز السبعة آلاف وأعول أسرة من 9 أشخاص حيث اقترضت مائتي ألف ريال لشراء السيارة وتجديد عفش البيت فلم يكن أمامي سوى هذا الحل لأسدد ديني من البنك على خمسة أعوام. وترى نادية الحربي معلمة متقاعدة ان الحل للتغلب على صعوبات الحياة وغلاء الأسعار مع ثبات الراتب لشراء بعض ما تتمناه الأنفس هو التقسيط فهو الحل السحري والأسرع. الدكتور زيد بن محمد الرماني المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قال إن كثيرًا من الناس يبحثون عن الجديد الذي يملأ الأسواق، لكن المشكلة هي أننا بعد كل هذا التطور الحديث في الأدوات، نجد أنفسنا مشدودين لكل ما يرد إلى السوق، ونحاول شراءه مهما كلفنا الأمر خاصة أنه تأتي مواسم على الأسر يضعف ميزانيتهم مثل الأعياد ليأتي بعدها دخول المدارس والاستعداد لها مما يجعل كثيرا من الأسر تلجأ إلى الدين ظنًا منهم انه الحل السحري لمشكلاتهم المادية. من هنا برز دور الاستدانة والتقسيط بشركاته ومجالاته المتعددة سواء في مجال العقار أو السيارات أو الأثاث أو الأدوات الكهربائية أو حتى الزواج والسفر. وإن بعض المستهلكين يفرح بشراء الجديد بالتقسيط وينسى أنه سيدفع ثمن هذه الفرحة باهظًا إذا لم يستطع التسديد. أما نسبة الفائدة من قرض البنك يوضح دكتور الرماني فيقول: فحين يسأل المستهلك أحد العاملين في مجال التقسيط عن النسبة يأتي الجواب بكل حنان وصدق (نحن نأخذ5 :10% فقط؟!) ومن ثم فلا يملك إلا الدعاء لشركات التقسيط التي يسرت للمحتاجين هذه المبالغ التي لا جور فيها ولا إجحاف، ويبقى الظاهر غير الباطن، والقول غير الفعل، والنسبة المعلنة غير الحقيقية. 50% من المقبلين على التقسيط دون الثلاثين أكدت دراسة أعدها الدكتور الرماني للتعرف على شركات التقسيط ومحاولة جمع معلومات تقريبية ترصد ظاهرة التقسيط وحصلت على مجموعة من النتائج منها: * 50% من السكان دون سن الثلاثين من المقبلين بشكل مكثف على التقسيط. * نسبة النمو السكاني تصل الى 8% سنوياً مما يعني تزايد هذه الظاهرة في الأعوام القادمة. * يبلغ حجم الطلبات على التقسيط ما مجموعه 1000 طلب شهريا لدى شركات التقسيط في الرياض فقط. * تتراوح قيمة القرض المقدم الى المستهلك الواحد في عمليات تأثيث المنزل مثلاً بين 400 700 ألف ريال وتصل في بعض الحالات النادرة إلى مليون ونصف مليون ريال. * 95% من المتقدمين بطلبات التقسيط هم من موظفي الدولة حيث لا تقبل بعض الشركات الطلبات المقدمة من أفراد يعملون في شركات أو مؤسسات أهلية. * الحاجة الشديدة إلى شراء سيارة أو منزل أو عقار أو أثاث وما شابه ذلك دعت إلى بروز شركات التقسيط وانتشارها فلاقت رواجا كبيراً وإقبالاً متزايداً من الناس.