"تغير سلوك الأسرة الغذائي على خلفية انتشار وباء، يعني المغامرة في العديد من التجارب، وتحمل النكات و"القفشات"التي ستطلق من أفراد العائلة على ربة المنزل، أثناء محاولتها الخروج إلى وصفات وأطباق مختلفة عن السلوك الغذائي السابق"، هذا ما تؤكده ربة المنزل انشراح واصل، بعد أن قررت تقليل نسبة تناول لحوم الطيور ولم تلغه نهائياً من مائدتها حفاظاً على سلامة أسرتها. وانشراح تتذكر المواقف المتباينة لزوجها وأبنائها أثناء انتشار وباء جنون البقر،"عندما تفشى ذلك المرض أعلنت حال الاستنفار، وامتنعت عن استخدام مشتقات اللحوم الحمراء من ألبان وأجبان، وكنت أصاب بصدمة عندما أعلم أن أحد أبنائي نسي تنبيهاتي وتناول ما تم منعه". وتذهب ربة المنزل شديدة الحرص إلى أن جنون البقر هو الأخطر، إذ انه ينتقل إلى الإنسان مباشرة حتى لو تم طهو اللحم جيداً، بحسب قولها، لكن ذلك لا ينطبق على"انفلونزا الطيور"، فخطر انتقاله إلى الإنسان عند زيادة طهوه ساعات يقتل المرض، وينحصر في عمال المزارع ومن يقتنون الطيور الحية، وعلى رغم ذلك فإن انشراح ترفض التعامل مع الطيور كما في السابق حتى إشعار آخر. في حين خلت مائدة إيناس فارس من الطيور على أنواعها، واتجهت إلى تحضير الأسماك ولحوم الماشية، وترى أن قرار مقاطعة الكثير من ربات المنازل يعتبر قلقاً مرضياً أكثر منه خوفاً موضوعياً، وخصوصاً أن الطب أكد عدم انتقاله إلا من الطيور الحية بحسب قولها، وتشير إلى أنها في حال أعادت الدجاج إلى مائدتها فلن تحضَّر إلا الدواجن المحلية، مؤكدة أن الخوف يكمن في اللحوم التي يعتمد عليها في"الوجبات السريعة والمستوردة". وألمحت إيناس إلى أن الوسائل الإعلامية تضاعف المخاوف وهي تعلن يومياً عن أنباء تؤكد زيادة في حالات الوفاة في بلدان عدة، ولكن إيناس لم تخف حيرتها عند إعداد الأطعمة، والتي ترتكز في معظمها على الدواجن، معتبرة البدائل"حلولاً موقتة". وتمنت إيناس حلاً سريعاً لهذا المرض،"تغيير العادات الغذائية أمر ليس بالسهل، وقد يؤدي إلى الكآبة". في حين أبدت أم عبدالله ارتياحها للاحتياطات التي تم عملها في المملكة، مؤكدةً عدم تأثر إعدادها لوجبات عائلتها بهذا الموضوع. وتتذكر أم عبدالله وهي تبتسم التشابه بين ما يمر به العالم الآن، وبين ما مر به في السابق أثناء انتشار مرض جنون البقر، ما جعلها تتابع صديقتها أم هشام وهي تعتمد نظاماً غذائياً صارماً مع أبنائها، يتكون من الحبوب والقمح بكل أنواعها، إضافة إلى الخضار نتيجة إلى تزامن مرض جنون البقر مع طفرة نظام الميكروبايوتك في حينها.وتتابع أم عبدالله قائلة:"منعت أم هشام أفراد أسرتها من تناول كل منتج يدخله حليب أو بيض، أو كل ما له علاقة بالمنتجات البقرية، وهذا ما لم يتقبله بعض أفراد أسرتها، ليأتوا إلى منزلنا بعد ذلك ويتناولوا الممنوع مع أبنائي". الطبيب محمد كمال أوضح أن المصاب بأنفلونزا الطيور يظهر عليه عوارض الرشح والحمى والحرارة والصداع والإسهال أحياناً، وعن السبيل للوقاية فضّل كمال أكل الدواجن المحلية على المستوردة لكونها تخضع للرقابة كبداية لتعديل مصدر المرض، مشيراً إلى أن أنفلونزا الطيور مرض فيروسي خطير يصيب الإنسان والحيوان، وتكثر الإصابة به في فصل الخريف والشتاء، وهو مشابه لنزلات البرد العادية أو الرشح والزكام في أعراضه، لكنها تكون أشد وأقوى إذ ينتج منه ارتفاع دائم في درجة حرارة الجسم وصداع وارتجاف وقشعريرة واحتقان في الحلق وفقدان في الشهية وألم في المفاصل وسعال جاف وشعور بالتعب أحياناً، قد يصل إلى تورمات في العين والتهابات ونوبة تؤدي في النهاية إلى أزمة في التنفس ثم الوفاة لا قدر الله.