يلاحظ المتابع للأوساط الشبابية في السعودية، انتشار ظاهرة وضع "حاملة البطاقات" في الجيب الأمامي للثوب، للدلالة على أن صاحبها ليس من العاطلين عن العمل. وهي، على أية حال، ظاهرة قديمة/جديدة. فبالرجوع إلى الماضي قليلاً، نجد أن أول من اشتهر بوضع"حاملة البطاقات"في الرياض، هم موظفو شركة"الاتصالات السعودية"، ثم موظفو المصارف، ومن ثم أصبح كثير من موظفي القطاع الخاص يستخدمونها. و"حاملة البطاقات"، هي عبارة عن قطعة بلاستيكية، تتعدد ألوانها، وتوضع في مكان ظاهر للتعريف بالموظف وتمييزه عن المراجعين، فضلاً عن الهدف منها، كذلك لحفظ بطاقة العمل من الضياع. ويذكر محمد السماري 22 عاماً أنه وكثيرين غيره يضطرون إلى وضع هذه الحاملة عند وجودهم في الأماكن العامة، مثل الأسواق والمطاعم والمقاهي والمتنزهات، في محاولة لإخفاء حقيقة أنهم عاطلون عن العمل. ويقول:"إن ضغط أولياء الأمور على أبنائهم يولد لديهم الحاجة إلى تعويض النقص الذي يشعرون به، وخصوصاً عند مقارنتهم بالآخرين, وبالتالي فإن الكثير من الشبان يجدون أنفسهم محرجين بين أقرانهم، فيحاولون تفادي الحرج بوضع هذه الحاملة". ويوضح خالد المطيري أحد موظفي القطاع الخاص -26 عاماً أنه يضع هذه الحاملة في كثير من الأوقات ليكسب احترام الآخرين وثقتهم، على حد قوله. ويضيف:"المجتمع السعودي محب للمظاهر كثيراً". ويؤكد سعود الخالدي أحد طلاب جامعة الملك سعود -23عاماً أنه كثيراً ما يضع هذه الحاملة أثناء المحاضرات، طلباً لود وتقدير أعضاء هيئة التدريس الذين غالباً ما يتعاطفون مع الطلاب الذين يعملون أثناء الدراسة, على حد قوله. ويضيف:"الطلاب الذين يعملون بعد الدوام الجامعي يحظون بمساعدة أساتذة الجامعة الذين يمنحونهم امتيازات خاصة، مثل التغاضي عن الغياب وعن التقصير في البحوث"، مشيراً إلى أن ذلك دفع الكثير من الطلاب إلى التظاهر بأنهم من الشبان المكافحين. ويرى عبدالله العنزي بائع في أحد الأسواق -26 عاماً أن الكثير من الشبان الذين يتسكعون في الأسواق والذين يضعون هذه الحاملة هم من الشباب العاطل عن العمل, ويقول:"من خلال وجودي في السوق، أدركت أن الشبان يعتقدون أن هذه الحاملة تضيف إليهم نوعاً من القبول الاجتماعي الذي يفتقدونه في أماكن أخرى".