"قلة مجالات الاستثمار أمام المرأة السعودية جعلها تلجأ إلى التداول بالأسهم ولو من دون معرفة" هذا ما عبرت عنه السيدة كفاية منير هاشم استشارية في إحدى البنوك إذ قالت:"إن كثيرات منهن دخلن سوق الأسهم على خلفية أن الاتجار بالأسهم يحقق الربح السريع، وابتعدن من العقارات لحاجتها إلى رأسمال أكبر وللخوف منها خصوصاً بعد عدد من المشاريع الوهمية". وألمحت أن الكثيرات من المتعاملات يخسرن بسبب سوء المعرفة وعدم القدرة على التمييز بين الأسهم الاستثمارية وأسهم المضاربة ففي حين ترتكز الأولى على شركات كبرى ومعروفة وتعتمد الشفافية في التعامل وتوزع الأرباح سنوياً على المتعاملين ولديها أعضاء مجلس إدارة معروفين وبالتالي مشاريعها الاستثمارية واضحة، تعتمد الثانية على قوائم مالية غير حقيقية ولا توضح طبيعة عملها وهدفها فقط البيع من أجل الربح، وهذا ما يخبط السوق على حد قول هاشم. وتضيف:"أن هناك مصاعب عند المتعاملات وهو ارتفاع سعر السهم المحلي إذ تتراوح قيمة السهم الواحد بين 70 و 1600 ريال، ما لا يتيح المجال أمام المتعاملات ذوي القدرة المالية المحدودة على التنويع وشراء اسهم من شركات عدة علماً أن التنويع هو الذي يقلل من مخاطر الخسارة الكبيرة للمتعاملين، هذا من ناحية. أما من ناحية ثانية اعتبرت الهاشم أن المعضلة الأخرى تكمن في عدد الشركات المساهمة القليلة بالنسبة إلى السيولة المتوافرة والمحصورة ب 77 شركة وهي: 10 بنوك، 28 صناعية، 8 أسمنت، 18 خدمات، شركة كهرباء، 9 زراعة، شركتا اتصالات، شركة تعاونية. ودعت الهاشم السيدات ذوات الخبرة القليلة في التداول بالأسهم إيكال تعاملهم إلى صناديق الأسهم في البنوك إذ يطلع مدير الصندوق على مهمة البيع والشراء عن خبرة، وهذا ما يخفف من مخاطر الخسارة, وذكرت الهاشم أن المتعاملين بالأسهم يطالبون مؤسسة النقد والخاضعة لها سوق الأسهم بالمراقبة أكثر بسبب الأضرار الناتجة من تحكم عدد قليل من المتعاملين من كبار المستثمرين على حساب صغار المستثمرين . كما أشارت أنه يوجد تناقض في السوق السعودية، كيف يتم تشجيع الرأسمال الأجنبي وفي الوقت نفسه لا يوجد حماية للرأسمال المحلي، نتيجة سوء التنظيم الحاصل. وترى السيدة بدرية محمد أنها لا تحبذ الدخول في البورصة، دون وعي ومعرفة أصول القواعد العامة للسوق، واستغربت طباع بعض المتعاملات ممن يبغون الثراء السريع، وهذا غير وارد, إذ تجب متابعة السوق خطوة خطوة والاستماع إلى أراء المختصين عند الشراء والبيع، إذ أشارت أنها تتابع منتدى البورصة وتأخذ بنصيحة المراقبين ذوي الاختصاص مؤكدة أن التعامل بالسوق المالية يلزمه الصبر وعدم التسرع . وتابعت حديثها بالقول أنها لا تغامر وتتعامل مع خمس شركات مساهمة وأنها بدأت التعامل بمبلغ قليل 35 ألف ريال ومن ثم زادت المبالغ تدريجياً، ولكنها طالبت بتشديد المراقبة أكثر لتخطي المصاعب التي يمر بها سوق التعامل بالأسهم. وتتهم السيدة صباح عبدالجبار سوق الأسهم السعودية بسوء التنظيم"فوضى في السوق والسمك الكبير يأكل السمك الصغير، صغار المستثمرين هم الضحية لماذا؟ وإلى متى؟"هذا ما قالته السيدة عبدالجبار والتي بدت غاضبة جداً من أحوال السوق، وأضافت أنها اشترت 1200 سهم من احدى الشركات بعد طلب من الشركة المساهمة بزيادة رأسمالها، ما أدى إلى زيادة الطلب وارتفاع سعر السهم من 70 إلى 128 ريالاً ولكن لاحقاً تم الرفض لزيادة رأسمال الشركة من مؤسسة النقد، وهذا ما تبعه انخفاض بقيمة السهم إلى حوالي 89 ريالاً، وهذا ما سبب لها خسارة، وأكدت أنها تسعى للخروج تدريجياً من السوق السعودية للاستثمار في دول خليجية أخرى، وذلك بسبب التنظيم في أسواقهم المالية. أما السيدة أ.و.إحدى المتعاملات بالأسهم عبرت عن القلق النفسي والجسدي للتعامل مع أسواق الأسهم مشيرة إلى أنه قد يسبب أمراضاً كالضغط والسكر وخصوصاً عند المحتاجات اللواتي يدخلن السوق برأسمال قليل لا يتجاوز أحيانا عشرة آلاف ريال للحصول على الرزق، ولكن تكون النتيجة معاكسة، إما نتيجة لجهل المتعاملة بأحوال السوق وإما نتيجة للغش والتلاعب، وأكدت أفضلية أسواق الخليج الأخرى نتيجة انخفاض سعر السهم، وهذا ما يتيح الفرصة أمام التنوع وتحاشي الخسائر.