أعلن سعوديون في الفترة الماضية عن ببيع وشراء أسهم شركة دانة غاز الإماراتية قبل طرحها للتداول الرسمي في الأسواق الإماراتية، بأسعار تتراوح بين 4 و6 دراهم للسهم الواحد في"السوق السوداء". وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى"الحياة"فإن هذه السوق الناشئة التي اتخذت من بعض المناطق السعودية موقعاً لها، شهدت خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً أعلن عن حال"تنافس"أطرافها بعض المستثمرين في شركة دانة غاز الذين يطمحون إلى زيادة عدد الأسهم الخاصة بهم قبل التداول الرسمي في الأسواق من جهة، وبين المستثمرين الذين تعذر عليهم الاكتتاب في أسهم هذه الشركة. وتأتي هذه التطورات لتتزامن مع التقارير الصحافية التي أشارت إلى أن شركة دانة غاز الإماراتية ستبدأ اليوم في إعادة فائض اكتتاب الشركة طبقاً لتأكيدها الالتزام بالمدة التي حددتها سابقاً لإعادة هذه الأموال خلال 21 يوماً من إغلاق الاكتتاب، مع تأكيدها المتعلق بالإيعاز لبنوك الاكتتاب إرسال إشعارات التخصيص التفصيلية إلى المساهمين وإعادة المبالغ الفائضة في مدة أقصاها 24 من الشهر الجاري. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستسهم في إنعاش الأسواق الخليجية بصفة عامة والإماراتية بصفة خاصة, خصوصاً بعد أن تجاهلت تلك الأسواق نتائج الربع الثالث للشركات، ولم تستجب لها كما كان متوقعاً. ومن هذا المنطلق اتجه بعض القائمين على إنشاء أسواق"دانة غاز"غير الشرعية إلى الإعلان في الصحف ووضع أرقام هواتفهم على الصفحات للحصول على أكبر عدد من المشترين وبيعها بأسعار يحددونها قبل فترة من البدء في تداولها في البنوك وذلك بالإعلان في الصحف عن أسهم للبيع. وقال أحد المكتتبين في أسهم"دانة غاز"الذي يملك كمية كبيرة يرغب في بيعها في هذه السوق محمد الرومي:"إن الإقبال على شراء أسهم دانة غاز يشهد ارتفاعاً كبيراً من المواطنين السعوديين، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى 5 دراهم في الأسواق غير الرسمية، حيث كانت نسبة الإقبال كبيرة جداً خصوصاً من الأفراد". وأضاف"هذه الأسعار مبدئية قبل تداول أسهم دانة غاز في الأسواق إذ من المتوقع وصولها إلى 8 دراهم في بداية التداول خلال الأيام المقبلة". وحول أسباب الإقبال المتزايد من المواطنين على شرائها أوضح الرومي أن"الاستثمار للآجل البعيد هو الأفضل إذ ستشهد ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة المقبلة". ويتابع"أن كمية الأسهم الكبيرة التي يمتلكها أسهمت في اتجاهه إلى بيعها في مثل هذه الأسواق غير الرسمية، ولذلك هدف إلى تحقيق أرباح مضمونة قبل التداول الرسمي". وكان الاكتتاب العام في"دانة غاز"حقق 288 بليون درهم، دفعها مستثمرون من 101 دولة، وهو ما يعادل 140 ضعف المبلغ المطلوب للاكتتاب, وبلغ عدد المكتتبين رقماً قياسياً وصل إلى 413 ألف مكتتب من أنحاء المنطقة كافة، كما بلغ عدد طلبات الاكتتاب في الشريحة الأولى التي تبلغ قيمتها 700 مليون درهم المخصصة لصغار المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي 398 ألف طلب، أي ما نسبته نحو 44 في المائة, منهم 175 ألف مكتتب من الإمارات, فيما بلغ عدد المكتتبين من بقية دول الخليج نحو 223 ألف مكتتب معظمهم سعوديون. من جهته أوضح المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الصنيع"أن السوق السوداء للأسهم تدل على عدم انضباط السوق، وانتشار الفوضى بين أوساط المستثمرين ما قد يؤثر في أسواق الأسهم في المستقبل نظراً إلى كونها شركة في بداية دخولها في السوق". وأضاف"لا بدّ من وجود رقابة وأدوات لهذه الرقابة للحدّ من انتشار هذه الأسواق، وكذلك القيام بالحد من التداول في الأسواق لأن استمرار هذه الأسواق سيهدد نسبة عالية من صغار المستثمرين. يذكر أن"دانة غاز"تعد أول شركة غاز طبيعي إقليمية في القطاع الخاص تطرح أسهمها للاكتتاب العام وتدخل إلى السوق بأصول قائمة تعمل في مجال التزويد، النقل، المعالجة، وتسويق الغاز الطبيعي. وللشركة خطط للتوسع في هذا القطاع الذي يشهد نمواً سريعاً في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بما في ذلك الاستكشاف والإنتاج والعمليات التحويلية اللاحقة وصولاً إلى الصناعات المرتبطة بالغاز الطبيعي.